رئيس التحرير
عصام كامل

«ذلك المكان الآخر» في ميزان النقد الأدبي.. «تقرير»

المركز الاعلي للثقافة
المركز الاعلي للثقافة

شهدت الندوة الأولى في سلسلة الإبداعات بالمجلس الأعلي للثقافة، مناقشة مستفيضة للمجموعة القصصية "ذلك المكان الآخر" للقاص "أسامة الريان "الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والحاصلة على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب ٢٠١٦ وتضم ٢٣ قصة قصيرة.


وأدار الندوة مساء أمس الأربعاء، الكاتب والناقد "ربيع مفتاح" في حضور الروائية "سلوى بكر" والناقد "رضا عطية" والروائي "محمد قطب".


افتتح الندوة الناقد "ربيع مفتاح" والذي أبدى إعجابه بمجموعة «ذلك المكان الآخر»، قائلا: "إنها مجموعة ملفتة للنظر سواء كنت أتفق أو أختلف مع الكاتب"، مشيرا إلى أن المؤلف غامر في اختيار عناوين القصص مثل "مش مسكوت عنه، قورنى، وراك حاجة"، كما اهتمت المجموعة بالتفاصيل والنبش في الذكريات القديمة، وكانت النهايات مخالفة لما يتوقعه القارئ.


وقدمت الروائية "سلوى بكر" إضاءة نقدية قائلة: "ألاحظ تطور تجربة أسامة الريان القصصية، كونها مشغولة بفكرة التحولات وتعكس ذلك بشكل واضح فمنذ القصة الأولى في المجموعة نشهد تحولات في القصص الإنسانية والعلاقات الاجتماعية، وتحولا في أحداث كبرى بالمجتمع، وأثمن أن تكون التحولات هاجس الكاتب".


وانتقدت سلوى بكر لغة الكاتب قائلة إنها أقرب إلى الشفاهية وأغلب كتاب القصة القصيرة يستخدمون هذه اللغة تأثرا بلغة التليفزيون والأعمال الدرامية، فالقصص تبدو ممتعة بسماعها لكن بقرأتها يختلف الأمر، لذا يحتاج الكاتب لجهد في مسالة اللغة؛ لأن الاستسلام للكتابة بالعامية مشكلة حقيقية بما إنها الأداة التي يرسم بها الكاتب شخصياته وعوالمه وهو بحاجة للعناية والاهتمام بها.


وعلق الروائي محمد قطب على المجموعة قائلا "إن الكاتب أظهر قدرة على استيعاب زمان ومكان وأحداث وأشخاص كل قصة، واحتوت المجموعة نماذج إنسانية وحالات مختلفة ما بين التأزم والفكاهة، واستوعب الفن عددا من قصص المجموعة، وربما كانت النشأة الفنية للكاتب وراء ذلك، وكل قصة بها قصص متداخلة وتحدثت عن التطرّف والمظاهرات".

‎وأكد قطب إجادة الكاتب للوصف السردي على الجانبين النفسي والمادى، وتبدأ قصصه بمثير خارجى، فيما انتقد تنحيته لأدوات العطف وطالبه بإعادة النظر في لغة الحوار.

وحلل الناقد رضا عطية، رؤيته لـ «ذلك المكان الآخر» بالقول «رهافة الكاتب تبرز في ملاحظة التفاصيل، والفضاء السردي ثري بالأشخاص والنثريات، كما أنه فضاء جماعي، فالإطار السردي للمجموعة القصصية يعتمد على المتاهات السردية والتيمة الغالبة هي معاينة التحولات الفارقة سواء كانت اجتماعية أو شخصية مثل مسألة المعاش المتكررة في عدد من القصص أو تقنية في الوسائل المادية المستخدمة الآن أو القيمية مثل التحول في مظهر وملبس المرأة نتيجة تحولات ثقافية واجتماعية ناتجة عن ردة ثقافية وحضارية».

يشار إلى أن الكاتب "أسامة الريان" صدرت له مجموعتان قصصيتان هما "تانجو" و"الأساتوك"..
الجريدة الرسمية