رئيس التحرير
عصام كامل

بوصلة الآمان إلى زمن محدود وبخيط مشدود


كلنا يؤمن  ويحب ويستجيب  لحديث النبي، صلى الله عليه وسلم، : " بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا " ،  ويستعمله بقدر حبه للبشر وبقدرعمله  للتيسير على الناس، ولكننا عندما نحتار في زمان تتسارع فيه الأحداث وتختلط  فيه الأوراق وينتشر فيه الأرجاء ثم يتنازل فيه أهل الإيمان عن مسلماتهم  تحت شعار " التوافق مع الأعداء " يتضح المشهد عن عدم ارتقاء  سبيل المؤمنين مع عدم استبانة سبيل المجرمين، مع إنه أمر رباني فرضه الله على المؤمنين حتى يخلصوا من حقول التجارب الفاشلة إلى مرحلة بناء الحضارة الإسلامية، قال تعالى : " وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ " ( الانعام :55  )

وقد كنا مترقبين في بداية نوفمبر ومتوقعين ما حدث من أحداث وكيف سيتم استغلال الواقع السياسي والاقتصادي والسيكولوجي في الشحن لثورة جديدة وأنه يجب علينا في تحريك مكمون هذا الحراك تجاه الشريعة، ولكننا أبناء الحركة الإسلامية أصبحنا أصحاب ردود أفعال لا أصحاب أفعال استباقية، ولقد استغلت بعض المؤسسات السيادية هذا الحدث وشحنته ونمته بل صبت عليه بنزين الولاء للشعب، للضغط على مؤسسة الرئاسه في تحقيق ما تصبو إليه من بنود الدستور، وكيف استحمرت هذه المؤسسة السيادية البرادعي المعتوه وحمدين المفصوم وموسى المخمور والبدوي أبوقفا ، باتفاق لسان الحال الكامن الخامل في اتجاه عدم الدفاع عن شرعية الرئيس، بل تركت أموال العرب تنفق هنا وهناك على بلطجية المباحث وكل ذلك وهذه المؤسسة السيادية  تراقب عن كثب بدون نصب ولا تعب وتحقق أهدافها في شباك مرامى  الجميع يمينا ويسارا وكأنها  تلعب  " الجون المشترك " ونصبت نفسها قاضيا على الجميع بلا شرعية غير شرعية  " الولاء للشعب " ، لولا أن قيد  الله الحازم أبو إسماعيل وأنصاره  للحاق بذيل القطار قبل أن يقع في غياهب الجب.

و أبدع ابن القيم  رحمه الله  في كتابه الفائد الفوائد باب " فائدة جليلة " في قول الله تعالى : " وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ  " وانصح بالرجوع إليه .

حيث قال، عليه رحمة الله،: " والله تعالى قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصَّلة، وسبيل المجرمين مفصَّلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وعاقبة هؤلاء مفصلة، وأعمال هؤلاء وأعمال هؤلاء، وأولياء هؤلاء وأولياء هؤلاء، وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء، والأسباب التي وفَّق بها هؤلاء والأسباب التي خذل بها هؤلاء، وجلّى سبحانه الأمرين في كتابه وكشفهما وأوضحهما وبيَّنهما غاية البيان، حتى شاهدتهما البصائر كمشاهدة الأبصار للضياء والظلام ".

ثم قال أيضا  " والمقصودإن الله سبحانه يحبُّ أن تُعرف سبيل أعدائه لتُجتنب وتُبغض، كما يحب أن تُعرف سبيل أوليائه لتُحب وتسلك. وفي هذه المعرفة من الفوائد والأسرار ما لا يعلمه إلا الله؛ من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته، وكمال أسمائه وصفاته، وتعلُّقها بمتعلقاتها، واقتفائها لآثارها وموجباتها. وذلك من أعظم الدلالة على ربوبيته وملكه وإلهيته وحُبِّه وبغضه وثوابه وعقابه " .

ولقد أفرد البروفيسور البولندي جيبجيوشكودوكو ، قائلا في كتابه " حقائق وأكاذيب وأخطاء " أن الدولة العميقة ظلت جيلا كاملا تحارب النظام الجديد لمدة عشرين عاما "

*** إن بوصلتنا اليوم ... تأخذنا إلى الاستقرار الدستوري مع الاعتبار أن المؤسسات العاملة في الدوله لن ترضى بأي حال عن منظومة الإخوان الإدارية والسياسية لأنها حقيقة خسرت كثيرا من الجماهير، غير أن قدر الله دائما يضعها متصدرة المشهد السياسي في مواجهة كابوس الماضي من  حشود فلول الحزب الوطني وأعوانه ورجال أعماله ويزن كفتها لعدم وجود كفة محترمة أمام الشعب، فلذلك يتم اختيار كفة الاخوان خوفا من الماضي وهذا من جهل الأعداء وغبائهم الذي جعله الله من فضله سمت كل أهل الباطل.

*** بوصلة الأمان ... توجهنا إلى الاستقرار، حينا من الوقت، قد يصل إلى عام ونصف فلن ترجع العجلة أكثر من ذلك ولا تجد مصر ما تخسره في هذا الوقت ولكن بعد انقضائه بأمر الله واستقرار البلاد  أتوقع أن يستهدف شخص الرئيس مرسي  حتى يتم اشغار منصب الرئيس لإلهاء الشعب ببعضه ويتم إدخالنا في نفق الانتخابات الرئاسية مرة أخرى.

*** بوصلة الأمان ... التي يهتم بها أكثر من 85% من أبناء مصر لا تتعلق إلا بأقواتهم ومصائر أرزاقهم بعد توقف عجلة الإنتاج بنسبة تتجاوز الـ 60% وانتشار البطالة وتفشيها إلى عشرة أضعاف معدلها الطبيعي .

*** بوصلة الأمان ... تجد نفسها أمام معترك رهيب من الوعود الاستثمارية الدولارية وواقع انخفاض العملة المحلية باستمرار منذ قامت الانتفاضة الشعبية في 25 يناير وهل يتوقف الحال عند ذلك الحد أم يستمر انخفاض العملة إلى مستويات غير معهوده  كما أتوقع أن ينخفض الجنيه إلى مستوى " 7.91 " وهي سعر الجنيه أمام الدولار في السوق السوداء يوم جمعة الغضب.

*** بوصلة الأمان ... حائرة بين الزمن المحدود للنموذج الإسلامي في الحكم وما بين الخيط المشدود عليه من مؤسسات الدولة العتية في الجذور، وولائها المقيت لسماع الكذب وأكل السحت وعداء الفكرة الإسلامية وبين النظام العالمي الذي أعطى الشرعية لسفيرة أمريكا في التجول بين لجان الاستفتاء على الدستور المصري لمراقبة سير العملية الانتخابية كرقيبة على الحرية والديموقراطية مع عدم قدرة النظام الحالي على منعها.

*** بوصلة الأمان ... تحتاج وتصر على إعادة صياغة المؤسسة الرئاسية بانتقاء  المخلصين الأشداء الأكفاء من أبناء مصر والحركة الإسلامية في جميع التخصصات مع مراعاة البعد الأيدولوجي في الصراع مع أهل الباطل وأذنابه .

*** بوصلة الأمان ... تشير إلى جماعة الإخوان أن يتقوا الله في إخوانهم الذين يناصروهم في أوقات الشدة بألا يقصوهم في إدارة البلاد وأن يستعملوهم كل في مجاله وعلى قدر عطائه المتخصص لنحقق التكامل في اتساع الأفق للإلمام بالواقع وعدم العنصرية المقيتة إلى الجماعة والحزب .

*** بوصلة الأمان ... تدعوا شباب الحركة إلى التآلف والتكاتف والتراحم ونشر أصل الحب في الله مع أهل الحق والبغض في الله مع أهل الباطل وبناء تجمعهم الحركي الذي يقودهم إلى النصر وبنائه علميا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ليرتقي حركيا نحو الحضارة الإسلامية.

*** بوصلة الأمان ... توجه أيدي الاتهام إلى مؤسسات الفلول وأذنابها  إذا  تعرضت شرعية البلاد إلى الاغتيال بعد انتخاب مجلس الشعب، بإذن الله، وتنبه المؤمنين أن يأخذوا حذرهم .

 

     ***** بوصلة الأمان حائرة بين الزمن المحدود والخيط المشدود *****

*** بوصلة الأمان تؤمن بأن الله على كل شيء قدير وأنه جعل لكل شيء قدرا ***

 

الجريدة الرسمية