رئيس التحرير
عصام كامل

ماليش في السياسة!


حاولت كثيرا الابتعاد عن السياسة، ولكني وجدت نفسي منغمسا فيها حتى لو كان الكتابة فيها عن طريق الرياضة، وتابعت في صمت على مدى الأيام الماضية توابع تعويم الجنيه وارتفاع أسعار البنزين، وما ترتب عليه من تأثير على كل السلع بمختلف أنواعها، والحقيقة أنني لن اقتنع بأي إجراء تأخذه الحكومة الرشيدة؛ لأنها تنفق ببذخ، والوزراء لا يتعاملون فعليا مع الأزمة، وإنما يشعرونك أنهم ملوك زمانهم، هذا «يتخانق» على المرسيدس، وذاك ينفق الملايين على مكتبه والديكور، وثالث يخصص سيارة للمدام وأخرى للخضار.


وهنا أقول: أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم، الشعب لن يقتنع بأي إجراء طالما أن المسئولين لا يشعرون بالمواطن ولا يعانون من الأزمات، نعم رئيس الجمهورية منذ البداية أعلن تنازله عن نصف راتبه، ولكن أسأل: كم وزيرا تبرع لصندوق تحيا مصر؟! وكم مسئولا شارك الناس في أزماتهم؟!

يا سادة طالما أنكم تسكنون البروج العاجية فلا تنتظروا شيئا من المواطن المقهور والمظلوم؛ لأن الفساد ما زال مسيطرا على كل مفاصل الدولة، وأقسم بالله لو أن هدفنا منذ البداية هو القضاء على الفساد والرشاوى في كل الوزارات، ما احتجنا أبدا لتعويم الجنيه، ولا قرض صندوق البنك الدولي، عايزين وزارة بجد من وجوه شريفة هدفها خدمة الوطن وليس خدمة مصالحهم الشخصية.

ثم أين أعضاء مجلس النواب الذين يتقاضون الملايين كبدلات، ولم نسمع عن واحد تنازل عن هذه البدلات لصالح صندوق تحيا مصر، أو أن عضوا منهم شارك الشعب في أحزانه، والمصيبة التي قد تأتي على الأخضر واليابس في بلدنا المحروسة.

يا سادة أنتم تستفزون الشعب ولا تكفوا عن إثارة غضبه وتضييق الخناق عليه من كل جانب؛ لأن شيئا مما قامت عليه ثورتان لم يتغير؛ دخول الكليات بالوساطة والتعيين في القضاء والسلك الدبلوماسي بالوساطة، وقاصر على أبناء المحظوظين، لم يسترد المواطن أنفاسه، أرجو أن تمنحوا المواطن الأمل في غد أفضل، حتى يستطيع أن ينتج ويتحول إلى مواطن صالح، وهل يسأل كل وزير ورئيس وزراء لماذا يترحم الناس على عهود سابقة، رغم أنها ثارت عليها؛ لأنها ثارت على الظلم الاجتماعي، ولكنها كانت تعيش بالطول والعرض، والآن الظلم الاجتماعي كما هو وحال المواطن من سيئ إلى أسوأ، وربنا يستر على الغلابة.
الجريدة الرسمية