إيمانك كمصرى فيه الخلاص!!
أرى الكثير من المصريين وقد فقدوا الأمل في تغير الأمور، وظنوا (وبعض الظن إثم)، أن المسألة انتهت وأن الإخوان ملكوا مفاتيح الأرض في مصر، وهو ظنُ خاطئ بالتأكيد. فإن كانت ميليشياتهم الإلكترونية تصور ذلك من خلال انتشارها على النت، وتندس وسط الجموع لتنشر أنهم سيطروا على البلاد من أقصاها إلى أدناها، وإن كان "إيحائهم الإعلامي" (كذباً) يصور أنهم أقوياء، قادرين على أن يصنعوا من "الفسيخ شربات"، فإنني أحب أن أؤكد أنهم يعانون مُعاناة كبيرة، وفي حالة ارتباك شديدة، حيث إنهم لا يجدون حلولاً لأغلب مشاكل مصر، لأن إمكاناتهم العقلية في تلك الأمور محدودة للغاية!!
أما الأغرب من ظن الكثير من المصريين بأن الإخوان ملكوا مصر، فهو تصورهم بأن هناك شخصا أو أشخاصا أو جبهة أو حزبا أو حركة، هي التي بيدها الحل وهي التي يُمكن أن تقوم بدور البطولة في المشهد الحالي، وتُخلصهم من هذا الحمل الجاسم على قلوبهم، مُتمثلاً في الإخوان بما يصوروه من فكر إرهابي، رأوه في "موقعة الاتحادية" أو من خلال من يُطلق عليهم "شيوخ الفضائيات" ممن يُحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتكلمون بالحكمة ولا الموعظة الحسنة، وإنما بالتهديد الصارخ للعباد!!
إن الخلاص لن يكون في السياسيين مهما كانوا وأياً كانوا، ولكن سيكون نابعاً من إيمان كل مواطن مصري بمصريته وإرادته الحرة، بحيث يُشكل مجموع المصريين الشعب القادر على التخلص من هذا الحمل الثقيل على القلوب، من خلال احترام القانون وسيادته في مصر ومن خلال رفع صوته ضد الباطل دونما الإعلاء من الأشخاص أو تجنب الحديث عن أخطائهم وتحويلهم إلى آلهة ورموز لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم!!
فالمنقذ مما نحن فيه هو الشعب ذاته، بنصرته للحق في بلاده وليس الوقوف مع هذا أو ذاك وظنه أن هناك "مُخلِص" مما يُعانيه!! فمع احترامي لكل السياسيين وكل الأحزاب والحركات والجبهات، لا أرى الخلاص إلا على يد الشعب وإيمانه بمصريته وحريته وكرامته!!
فإيمان المصري بمصريته وكيانه كفرد له أهميته في هذه الأمة، وله حق أن يُعبر عن رأيه لجني ثمار ومكتسبات بلاده وحقها عليه هو ما سيؤدي إلى إزالة الظلم عن كاهله!!
فالشعب هو الحل الحقيقي اليوم، وهو المُخلِص من الأزمة بل الكارثة الحالية الجاثمة على صدره.
الشعب المصري هو الحل!!
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.