رئيس التحرير
عصام كامل

حقير ينكشف



(عدم جواز تهئنة المسيحيين بأعيادهم).. فتوى أخرجها لنا شيوخ متأسلمون، منهم حجازي والشاطر وبرهامي ووجدي غنيم، نالت هذه الفتوى مساحة كبيرة من الإعلام المسموع والمرئي، والمقروء بالطبع، نظراً لأنها تؤرق الأمن العام وتهدد السلم الاجتماعي، وتهدد أمن الوطن.

 

فهؤلاء الشيوخ لهم باع وأتباع، ومريدون عديدون، وكل مريديم لا يجيدون سوى السمع والطاعة، فقاتل الراحل فرج فودة ومحاول اغتيال نجيب محفوظ،.. وكلهم أتباع لهؤلاء الشيوخ، وتاريخ الاغتيالات في مصر معروف للعامة، كل من قام بمحاولة الاغتيال هم أتباع هؤلاء الشيوخ وأتباع ثقافة السمع والطاعة.. بالطبع بمخدر اسمه (طبقاً لشرع الله)، فأعمال القتل والنحر للمخالفين، طبقاً لشرع الله الذي منهم بريء ومن أعمالهم الدموية.

فشرع الله يستخدمونه بما يجيزونه لأنفسهم، تبعاً للمنافع والمصالح التي يحصدونها من وراء ذلك، مثلما فعل موقع (إسلام ويب على تويتر)، وهو موقع الإخوان المسلمين باللغة الإنجليزية، قدموا فيه التهنئة لمسيحيي العالم لما يريدون منه دعم العالم الخارجي لهم ..  بينما المواقع الناطقة بالعربية والمخاطبة اللسان المصري، فقد حرموا التهنئة للمسيحيين، أي ازدواجية لهؤلاء الشيوخ، هؤلاء الذين يكيلون بمكيالين، وأي نفاق و الكذب يوصف أمثالهم؟.

فتصريحهم عدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم انطلاقاً من فهمهم الضيق، ومدرسة رجعية، فسابقاً كتبت مقالة في السيد صفوت حجازي، بعنوان (سماحة الإسلام وظلم صفوت حجازي)، وذكرت أن صفوت حجازي وأمثاله لا يعرفون ولا يفقهون في الإسلام سوى سورة التوبة 29.

بقدر مأ اثارت هذه الفتوى غضب العديدين، ولكني أقدم الشكر للشيوخ السالف ذكرهم، لأنهم يظهرون ما بداخلهم من كراهية وحقد وتطرف، وعلى النقيض أدان العديد من الإخوة المسلمين الذين قدموا أفضل ما بداخلهم، من حب وتقدير لشركاء الوطن.. تعلمت في حياتي ألا أغضب من أي شخص يسيء إليَّ، لأنه يفصح عما ما بداخله، ويعكس شخصه الحقيقي.. فعلى مدار السنين تعرفت على العديد ممن قدموا أنفسهم كإنسانيين، ولكن أثبتت الأيام أنهم لا يساوون الحيوان، فالحيوان لديه رحمة وتقدير لبني جنسه، أما هؤلاء فأظهروا ما بداخلهم، فبالطبع هم لا يقدمون للآخر سوى كراهية وحقد وتطرف.. وإن كان لا يحق لنا وصفهم بالحيوان لأنه يملك حبا وتقديرا لجنسه، إلا أننا نشكرهم لأنهم اعترفوا عن شخصياتهم الحقيقية بدون رياء.

وكل الشكر لإخواننا المسلمين شركاء الوطن العقلاء، الذين أثبتوا بأعمالهم إيمانهم، وقدموا أنفسهم كبشر لهم كود أخلاقى وفكر دينى، يتسامح مع الآخر، أيا كانت ديانته.

وإلى مدمنى الكراهية والحقد والبغضة.. إن جوهر الله هو الحب، فالله محبة.. فهيهات بينكم وبين جوهر الله، إنكم دعاة كراهية واعترفتم وأظهرتم من أى جنس أنتم بكل تأكيد.. أنتم لستم ببشر.

مدحت قلادة

Medhat00_klada@hotmail.com

 

الجريدة الرسمية