رئيس التحرير
عصام كامل

طرق «بوتين» لعودة نظام عالمي متعدد الأقطاب.. الانتباه إلى الشرق الأوسط رغم أزمة بلاده.. سحب الحلفاء من واشنطن.. واستغلال رغبة «أردوغان» في الانسحاب من الناتو

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".

رغم معاناة بلاده من مشكلات داخلية، وأزمة اقتصادية وخوفه من وصول الإرهابيين لوطنه، إلا أنه يحاول بقدر المستطاع إعادة كتابة التاريخ واستعادة كرامة السوفيتين من خلال تولي مهمة ضرورة العودة إلى نظام متعدد الأقطاب، إنه الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".


سر عودة الدب الروسي
وفي السياق ذاته، أوضح البروفيسور في القانون الأمريكي " لورانس فريدمان" في كتابه "الإستراتيجية: تاريخ"، أن أسباب عودة الدب الروسي لمنطقة الشرق الأوسط رغم انتهاء دورها عام 1972 عندما طرد الرئيس الأسبق "محمد أنور السادات" المستشارين السوفييت من مصر.

ورأى "فريدمان" أن "بوتين" يريد تحدي فكرة النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، ويشجع العودة إلى نظام متعدد الأقطاب بسياسة ذكية دون التورط في حروب مع أوروبا رغم تدخله في أوكرانيا وجورجيا.

مواطن التقسيم
وبحسب البروفيسور الأمريكي، فإن الدب الروسي يعلم أن إحدى الطرق لخلق قوة من لا شئ هي العثور على مواطن التقسيم، واستغلالها مثل انتهاز نفور الدول الغربية من الإسلاميين وأوضاع حقوق الإنسان في دول المنطقة، وسحب الحلفاء من الولايات المتحدة الأمريكية مثل مصر وتركيا وطبرق ودعمهم بالأسلحة لمواجهة الإرهاب ومنع وصوله إلى روسيا.

سوء الفهم
ونوه البروفيسور إلى أنه على الرغم من الأعمال الوحشية ضد حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة السورية، والتي جذبت الاحتقار الغربي، لم يتمكن الغرب من أن يفسر كيف أن التخلص من نظام الرئيس السوري بشار الأسد سيحسن من الوضع الأمني في البلاد في الوقت الذي سيؤدي فيه ذلك إلى المزيد من الفوضى بوجود الإسلاميين؛ لافتًا إلى استغلال بوتين هذه الثغرة من خلال دعم النظام السوري.

ليبيا
بحسب "فريدمان"، استغلت روسيا عدم موافقة حكومة طبرق الانفصالية التي تدعمها مصر والإمارات على الاندماج في حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي تسعى لتوحيد ليبيا، وقامت بتهريب الأسلحة عبر صربيا وروسيا البيضاء إلى قوات اللواء "خليفة حفتر" الداعم لحكومة طبرق.

وأبرز البروفيسور قبول الغرب على ما يبدو نفوذ روسيا في ليبيا بعد نجاح قوات "حفتر" في السيطرة على محطات النفط في حوض سرت على مدى الشهرين الماضيين، هذا فضلا عن مواجهة الجماعات الإرهابية بشدة.

فرصة تركية
انتهز "بوتين" أيضًا محاولة الانقلاب الفاشلة ضد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ونيته في الانسحاب التدريجي من "الناتو"، ودعا "أردوغان" إلى موسكو ليرفع بعدها العقوبات الروسية التي فُرضت على تركيا بعد إسقاط المقاتلة الروسية في سوريا العام الماضي.
الجريدة الرسمية