4 أسباب وراء فشل وزير التعليم «تقرير»
كثرت الأصوات المطالبة برحيل الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم عن منصبه، ووجه العديد من الخبراء التربويين والإعلاميون ومجموعة من نشطاء المعلمين اتهامات للوزير بالفشل في إدارة المنظومة التعليمية، ويعدد هؤلاء الوقائع التي يرونها أدلة على فشل الوزير الحالي في القفز بالعملية التعليمية قفزات نحو المستقبل.
أزمة المدارس التجريبية
وعلى رأس تلك الأدلة، الفشل في إنهاء أزمة المدارس التجريبية التي تتردد أصداؤها في كل عام، وكذلك لم تستطع الوزارة في عهده توفير مكان لكل طالب يبلغ سن الإلزام، بالإضافة إلى اتهامات بسوء اختيار القيادات في المديريات التعليمية وفي عدد من الإدارات والقطاعات التابعة للوزارة، مع اجترار الأحداث التي شهدتها امتحانات الثانوية العامة العام الماضي وحوادث التسريبات التي حدثت، وأجبرت الوزارة إلى الاستعانة بإحدى الجهات السيادية لطباعة ما تبقى من امتحانات للثانوية العامة في ذلك التوقيت لضمان الحفاظ على سريتها، بالإضافة إلى أزمة الصيانات المدرسية، وسوء الأداء في التعليم الأساسي وغيرها من المشكلات التي تعاني منها الوزارة.
منصب حساس
ومنصب وزير التربية والتعليم واحد من أكثر المناصب حساسية في الدولة؛ لأنه يقود وزارة تتعامل مع ٢٠ مليون تلميذ في ٥٢ ألف مدرسة موزعين على أكثر من ٣٠٠ إدارة تعليمية تابعة لـ٢٧ مديرية بالمحافظات، كما أن المدارس تضم أكثر من مليون ونصف المليون معلم، بخلاف الإداريين والذين يصل عددهم إلى نحو ٥٠٠ ألف موظف، ما يعني أن التربية والتعليم تضم بمفردها نحو ثلث الجهاز الإداري للدولة الذي يقدر قوامه بـ ٦ ملايين موظف، كل هذه الأمور إضافة إلى عدد الأسر الذين يمثلون أولياء أمور الطلاب في المدارس تجعل كل من يتولى منصب وزير التعليم تحت الميكرسكوب طوال الوقت.
وهناك ٤ أسباب رئيسية استمرارها يعني فشل أي وزير يأتي للوزارة
مهما كانت قدراته في أن يحدث نقلة نوعية في التعليم، فضلا على صراع القيادات الذين يديرون العملية التعليمية سواء في الديوان العام للوزارة أو في المديريات التعليمية.
ندرة القيادات
وتعاني الوزارة حاليا من ندرة في الكفاءات القادرة على التفكير خارج الصندوق، أو امتلاك جرأة اتخاذ القرار، ففي ديوان عام الوزارة يوجد ٧ رؤساء قطاعات و١١ رئيسا للادارات المركزية، و٧١ مديرا عاما، بالاصافة إلى المستشارين ونائب الوزير للتعليم الفني، وهؤلاء جميعا يتبادلون اتهامات بالفشل فيما عدا عدد محدود من القيادات التي أثبتت كفاءة في إنجاز الملفات الموكلة إليها.
والأمر في المديريات التعليمية لا يختلف كثيرا عن الديوان العام، فهناك أزمة في قيادات المديريات التعليمية، خاصة بعد فشل عدد كبير من مسئولي المديريات في تنفيذ تكليفات الوزارة فيما يتعلق بملفات الصيانات المدرسية، والتجريبيات وحتى الأمور الفنية المتعلقة بمتابعة الأداء داخل المدارس.
الترهل الإداري
وتشمل القائمة، ترهل الأداء الإداري داخل القطاعات والادارات والمديريات التابعة للوزارة، حيث يوجد عدد كبير من الموظفين دون عمل في العديد من الإدارات، وقد اتخذت الوزارة إجراءات كبيرة في محاولة تصحيح تلك الأوضاع، إلا أن المجاملات والمحسوبية والروتين كانت عوائق في تنفيذ تلك الإجراءات بالشكل المطلوب.
وتعاني العديد من الادارات داخل ديوان عام وزارة التربية والتعليم من تراكم ملفات العمل التي لم تنجز بعد بسبب ضعف القياداة في تلك الجهات، أو لتسويف تلك الملفات إلى أوقات لاحقة.
الصراعات
واحدة من أكثر آفات التربية والتعليم، هي الصراعات التي تدور في الجهات التابعة للوزارة، ولا تقتصر الصراعات على القيادات الكبرى في الصف الأول والثاني؛ بل تمتد إلى القاع حتى وصلت الأمور إلى صراعات بين المعلمين أنفسهم داخل المدارس من أجل السيطرة على أكبر عدد من الطلاب طمعا في الدروس الخصوصية، وتضم إدارات الشئون القانونية بالمديريات والوزارة آلاف الشكاوى الكيدية المتبادلة بين زملاء في إدارة واحدة أو مدرسة واحدة، حيث يهدف كل طرف إلى إقصاء الآخر عن طريقه، وتلك الشكاوى تستغرق وقتا وجهدا كبيرا في التحقيق فيها وفي النهاية تنتهي بالحفظ.
الإغراق في الروتين
من معوقات العمل داخل «التربية والتعليم»، هو إغراق شخص الوزير في الأعمال الروتينية من قبل بعض القيادات الكبرى والمتوسطة، وكثرة المكاتبات اليومية التي تعرض على الوزير، والتي تتتراوح في حجمها ما بين ٢٠ إلى ٣٠ كيلوجراما من الأوراق التي تتطلب فحصا وتأشيرات من الوزير، ما يعني أن وزير التعليم أيا كان شخصه يحتاج من ٦ إلى ٨ ساعات يوميا لقراءة والتوقيع على تلك القصاصات، وأغلبها أمور روتينية عادية تخص الإدارات التابعة للوزارة، أو إحالات لجهات تابعة للوزارة.