رئيس التحرير
عصام كامل

شغب الملاعب وعودة الجماهير ووزراء المستقبل


الحقيقة أن المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي عقد بمدينة شرم الشيخ حقق نجاحا أكثر مما كان متوقعا.. خرج المجتمعون بعدد من التوصيات بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي شهد معظم جلسات المؤتمر، وشارك فيها واستمع إلى الآراء، والتقي بالعديد من الشباب، وانتهي بجلسة مع شباب الصحفيين استمع إلى آرائهم ووجهة نظرهم، وفي الجلسة الختامية أصدر الرئيس عددا من القرارات الجمهورية، وبدأ رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل يشكل لجانا ومجموعات من جميع أجهزة الدولة والقوي الوطنية والأحزاب والبرلمان لتنفيذ وتفعيل ما اتخذ من قرارات وذلك منذ اليوم التالى للمؤتمر.


ولعل كلمته للشباب فيها دفعة قوية لهم، إذا قال لهم: سعادتي بكم عظيمة وثقتي فيكم كبيرة، وقال لهم الرئيس أيضا إن المؤتمر أعاد اكتشاف شبابنا الواعد وهم ثروتنا الحقيقية.

ولعل من القرارات المهمة التي اتخذها الرئيس قراره بتشكيل لجنة لدراسة ملف الشباب المحبوسين، وإعادة النظر في قانون التظاهر حرصا على مستقبل الشباب.. ومن بين هؤلاء بالطبع شباب الصحفيين المحبوسين، والذي ناشد الزميل مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق الرئيس السيسي بالإفراج عنهم، ووضع ضوابط للقنوات الفضائية الخاصة التي تؤجح الفتن وتشعل النيران بين أطياف المجتمع دون ضابط ولا رابط، لعدم وجود نقابة تحاسب أعضاءها على تجاوزاتهم وضرورة الانتهاء من إصدار قانون تنظيم الإعلام وقانون سلطة الصحافة.

إن إشادة الرئيس بشباب مصر عامة والمشاركين في مؤتمر شرم الشيخ بصفة خاصة أعتقد أنه يقصد أن الأيام القادمة ستشهد اهتماما كبيرا بالشباب، وقد نري عددا منهم في التشكيلات الوزارية في السنوات المقبلة وشغل بعضهم لمنصب المحافظين.. إلى جانب اختيار عدد منهم في الوظائف العليا بالدولة، وذلك للاستفادة من خبرة الكبار الموجودين حاليا دون التفريط فيهم باعتبارهم أصحاب الخبرات الكبيرة.

من الندوات التي حرصت على حضورها والتي حضرها أيضا الرئيس السيسي.. جلسة أسباب شغب الملاعب وعودة الجماهير للمدرجات من جديد، وبصراحة لم يعجبني ما دار فيها ولا أعرف من الذي اختار، ويختار من يتحدثون في الجلسات والندوات، وما هي معايير اختيارهم غير الترضية والصداقة والمعرفة للأشخاص.

المعروف أن الجمهور منع من حضور المباريات منذ حادثة ستاد بورسعيد المشئومة يوم أول فبراير ٢٠١٢، وهي المباراة التي انتهت بفوز المصري على الأهلي ١/٣.. وأيضا مباراة الزمالك وإنبي باستاد الدفاع الجوي.

مباراة الأهلي راح ضحيتها ٧٣ شابا بريئا بلا ذنب لكن لا أحد تسبب في موتهم.. بل ماتوا جميعا بالاختناق نتيجة للتكدس فوق بعضهم، وهو ما ذكره تقرير الطب الشرعي بعد عام كامل من التحقيقات، مع أنني خرجت يومها وقلت: يا نهار أسود هيموتوا.. هيموتوا.. امنعوهم من الاندفاع.

انتهت المباراة وخاف جمهور الأهلي من الاشتباك مع جمهور المصري للاحتقان القديم بينهم.. فاندفع المئات من جماهير الأهلي إلى أرض الملعب، وانطلقوا نحو غرفة ملابس لاعبي الأهلي في الممر الطويل، ولم يعرفوا أن الممر مسدود من نهايته ولا وسيلة للخروج أو الهروب، بل سوف يتكدسون فوق بعضهم في الممر، وسيموتون بالاختناق من الزحام، ولم يقل أحد هذا في المؤتمر.

نفس الشيء حدث مع جمهور الزمالك باستاد الدفاع الجوي في مباراته مع إنبي، والتي سمح فيها لأول مرة بدخول الجمهور وبكل غباء خصصوا بابا واحدا بالاستاد لدخول العشرين ألف ينتهي بممر حديدي مثل قفص الأسود في السيرك، فانحشر مجموعة بداخله وخرجوا وحدث تدافع وسقطت قنبلة غاز مسيل للدموع، فاندع الباقون فوق بعضهم البعض ومات ٢٤ شهيدا بلاذنب ولا دخل للإخوان المسلمين فيما حدث في الدفاع الجوي واستاد بورسعيد بل هي أخطاء إدارية بحتة، وهو ما لم يقله خالد عبدالعزيز في كلمته.. ومن هنا أري أنا ندوة شغب الملاعب وعودة الجماهير لم تطرح القضية كما ينبغي أو تضع لها الحلول مستقبلا!.
الجريدة الرسمية