رئيس التحرير
عصام كامل

مصر بين دولة السيسى ودولة الجماعة 25


مرت عقود طوال، والإخوان وأتباعهم من إرهابيين، يقنعوننا بأنهم أعداء إسرائيل وأمريكا وأن لديهم مشروعًا إسلاميًا، فلما وصلوا للحكم، وجدنا أن مرسى "الصديق الوفى لبيريز" وأن علاقة الإخوان بأمريكا ممتازة وأنهم لا يمتلكون أى مشروع إسلامى، ولكن شيطانيًا يُعادى الدين لأن أهم شىء لديهم هى الجماعة وليس الوطن ولا مواطنيه بمسلميه أو مسيحييه أو غيرهم!!


إلا أنهم مُنكشفون منذ أزمان، ولكن كم عدد من يقرأون ويصدقون العلم بديلًا عن التمثيليات الركيكة التى كان يقوم بها الإخوان؟! بل كم عدد من يعرفون الإسلام الحق فى مصر وليس فقط ظاهر الكلمات والأشكال؟!

لقد سوق الإخوان عبر السنوات بما وصفوه بأنه صحوة إسلامية، إسلامًا شكليًا فقط، وليس مضمونًا وجوهرًا للدين السمح والمعتدل، فكان كثير من الثقافة الشعبية تُعبر عنهم وعن أمثالهم من مشوهى الدين وليس الدين ذاته!! وأصبح لهذا الدين الشكلى الجديد، قنوات فضائية تروجه، حتى إن وزير إعلامهم يفقد كل مصداقية حينما يُحارب القنوات الفضائية المدنية، دونما التعرض لإسفاف شيوخ الفضائيات الفج!!

وهل لا يعرف الإخوان أو هؤلاء الشيوخ التابعين لهم، الإسلام حقًا أم أنهم يمضون وراء خطةٍ ما لتشويهه؟!
حينما تجد شيخهم عمر عبدالرحمن مسجونًا فى أمريكا وقد دخلها قبل ذلك بتأشيرة سائح بينما هو الإرهابى الذى لا تجهله الولايات المتحدة الأمريكية، ثم حصل على الكارت الأخضر الذى يُمكنه من البقاء هناك بشكل طبيعى، تتساءل: كيف لأمريكا التى تتذرع بمُحاربة الإرهاب، أن تُدخل هذا الشخص لأراضيها وهو إرهابى شهير؟!

وبالمثل أتذكر رؤيتى حوارًا جرى مع أيمن الظواهرى، بينما كان فى سويسرا فى أواسط التسعينيات. كان مشهدًا غريبًا بينما أعرف ما كان منه من أعمال إرهابية وما خطط له وقتها من اعتداءات واغتيالات، باسم الدين. والسؤال مرة أُخرى: كيف تسمح دولة أوروبية هادئة كسويسرا للظواهرى بالتواجد على أرضها، وهو من هو؟!

لقد صنعت الولايات المتحدة الأمريكية أسامة بن لادن، عندما قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية، بجذب الكثير من الحركات المتطرفة للحرب فى أفغانستان ضد الجيش السوفيتى الغازى هناك. وحولت الأمر بشكل غريب إلى "حرب دينية"، رغم أن "القدس" والأراضى الفلسطينية المُحتلة من إسرائيل هى الأقرب لهؤلاء المتطرفين لو أنهم أصحاب قضية جهاد بحق، ولكن التمويل والتسليح الأمريكى توفر فى أفغانستان، لمواجهة عدو الرأسمالية الدولية الشيوعى هناك!!

أى أن هؤلاء من أتباع الإخوان، لم يكونوا يحاربوا من أجل الدين أو المبدأ بالأساس، ولكن من أجل مصالح أخرى، وإلا فلما يتركوا الحرب القريبة مع إسرائيل ويذهبون بعيدًا إلى أفغانستان؟؟؟؟

وهناك وثائق دولية تؤكد أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين الاستخبارات الغربية والإخوان وأتباعهم من أمثال بن لادن، لتحقيق أهداف أمريكية غربية، كان من بينها محاربة السوفيت بالوكالة واستعداء المسلمين للنيل من أراضيهم وثرواتهم، بل واستعداء وشيطنة الإسلام نفسه!!

ولقد ظهر مؤخرًا من خلال سياسة الإخوان وشيوخهم، كم اعتداءهم اليومى على الدين والرغبة فى شيطنته، بالكذب والخداع والإسفاف الذى تبثه قنواتهم المفترض كونها دينية!!

إلا إن ما حدث فى مصر، رد كيد جميع المُعتدين فى نحورهم!!
فمن أفضل نتائج حكم الإخوان لمصر، أن العالم أدرك ما يحدث من معارضة شرسة للإخوان وتابعيهم، أن هناك فارقا شاسعا ما بين الإسلام الحق المعتدل وما يقوله المتطرفون الإخوان وأتباعهم. لقد فشل التخطيط الطويل المدى من الغرب فى معية المأجورين من الإخوان فى تشويه الإسلام!!

إن الله يدافعُ عن الذين آمنوا إن الله لا يُحبُ كل خوانٍ كفورٍ
وللحديث بقية..
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولًا دولة مدنية

الجريدة الرسمية