رئيس التحرير
عصام كامل

توصيات الجلسة الرابعة للحوار حول بناء مجتمع إسلامي مسيحي.. «تقرير»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أوصى البيان الختامى لجلسة الحوار الرابعة بين حكماء الشرق والغرب، بضرورة العمل على خلق عالم متفاهم ومتكامل من خلال بناء حوار مجتمعي، إسلامي مسيحي، وعقد لقاءات شبابية متبادلة من طلاب بالجامعات بين المسلمين والمسيحيين.


وطالب البيان الختامى، للجلسة الرابعة للحوار بين الشرق والغرب، التي عقدت على مدى يومين بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، بإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التي تبرز تجارب التعايش التاريخية والمعاصرة، وبناء برنامج أكاديمي مشترك مدته خمس سنوات للبحث في أسس وقيم التسامح والتعايش في الإسلام والمسيحي، ودعم المبادرات التي تسعى لتأكيد قيم التسامح والعيش والمشاركة.

وأوصى البيان الختامى، بضرورة العمل على نشر ثقافة الحوار على جميع الأصعدة والتأكيد على احترام عقيدة الآخر.

وفيما يلي نص البيان:

في لقاء تاريخي جمع بين الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية ومجلس حكماء المسلمين، وبرئاسة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ورئيس الأساقفة جستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري، والذي عُقد بمدينة أبوظبي – الإمارات العربية المتحدة، في الفترة من 2 حتى 3 نوفمبر 2016، في إطار الجولة الرابعة للقاءات حكماء الشرق والغرب، بعنوان "نحو عالم متفاهم متكامل".

وشهد اللقاء على مدى يومين وعبر أربع جلسات من المحادثات تركزت حول أبرز قضايا "حوار رجال الأديان"، و"التعددية الدينية"، و"تجارب العيش المشترك"، و"نشر ثقافة السلام" وشهد اللقاء كلمة للإمام الأكبر شيخ الأزهر، وكلمة رئيس الأساقفة جاستن ويلبي رئيس الطائفة الإنجليكانية في العالم، رئيس أساقفة كانتربري حول دور القادة الدينيين في بعث الأمل في قلوب الشعوب، والتحديات التي يواجهها العالم اليوم في الشرق والغرب، وإمكانية مساهمة لقاء حكماء الشرق والغرب في التغلب على تلك التحديات.

وقد عرض اللقاء لأربعة محاور رئيسة، هي التعددية الدينية، وتجارب العيش المشترك، ودور الأديان في تعزيز المواطنة وترسيخ المبادئ الإنسانية، والعقبات التي تواجه الحوار والتعايش والحلول الممكنة، وقد تركزت المناقشات والمداخلات التي تخللت اللقاء على الدور الحيوي لأتباع الأديان والقادة الدينيين في صناعة السلام، والدعوة إلى ترسيخ القيم الإنسانية ونشر المفاهيم الدينية التي تحث على التقارب والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان لمواجهة التطرف وخطاب الكراهية، ولبعث الأمل في نفوس الشعوب، والدعوة إلى تمكين الشباب ليكونوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم، كما أكد المشاركون ترسيخ مبدأ المواطنة باعتبار الجميع يتمتعون بنفس الحقوق ويتحملون مسئوليات متساوية تجاه بلدانهم ومجتمعاتهم.

وانتهى الطرفان إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها:

ضرورة العمل على خلق عالم متفاهم ومتكامل، من خلال بناء حوار مجتمعي، إسلامي مسيحي، يكون فيه المجتمع المدني فاعلًا لتجسير الهوة في فهم الآخر، ومن ثم فإن هذا الحوار سيساهم في الحد من ظواهر التطرف والإسلاموفوبيا، ولذا فإن دعوة المجتمع إلى الانضمام لمثل هذه الفاعليات والأطراف الفاعلة مجتمعيًا سيساهم في إضفاء روح السلم المجتمعي في كافة المجتمعات.

وإقامة لقاءات شبابية متبادلة من طلاب بالجامعات بين المسلمين والمسيحيين، تتخللها محاضرات تؤكد التسامح والتعايش.

وإنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التي تبرز تجارب التعايش التاريخية والمعاصرة، مع بث هذه الأفلام بعد ترجمتها إلى لغات عالمية عدة على شبكة الإنترنت ومحطات التلفاز انطلاقًا من الأهمية القصوى للإعلام في النشر والتأثير بصورة أكبر من الملتقيات والمنتديات.

وبناء برنامج أكاديمي مشترك مدته خمس سنوات للبحث في أسس وقيم التسامح والتعايش في الإسلام والمسيحية يشترك فيه باحثون من الجانبين ويصدر عددًا من الدراسات التي تترجم إلى اللغات الحية، الأمر الذي من شأنه أن يساهم عمليًا في الحوار الإسلامي المسيحي مع ربط هذا البرنامج ببرامج الدراسات العليا في الجامعات المعنية.

وإقامة موقع رقمي للتعريف بكل هذه المبادرات مع التأكيد على ضرورة إتاحة كافة المواد الفيلمية والمؤتمرات والدراسات التي تخدم الهدف السامي الذي يسعى له المجتمعون في أبوظبي والمهتمون بهذا الأمر.

ودعم المبادرات التي تسعى لتأكيد قيم التسامح والعيش والمشاركة وعلى رأسها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي ضمت وزارةً للتسامح هي الأولى من نوعها في العالم، وكذلك تجربة بيت العائلة في مصر، الذي يتميز بالعمل على أرض الواقع من خلال لجانه المختلفة وعلى رأسها لجان التعليم والمرأة والشباب والذي استطاع منذ إنشائه أن يحقق نموذجًا من المواطنة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين.

وضرورة العمل على نشر ثقافة الحوار على كافة الأصعدة ونحن نؤكد احترام عقيدة الآخر على جميع المستويات.
الجريدة الرسمية