رئيس التحرير
عصام كامل

«تعويم الروبل».. تجربة روسية رفعت معدلات التضخم والفقر

الروبل الروسي
الروبل الروسي

لم تكن مصر أول دولة يُعلن فيها عن تحرير سعر صرف العملة؛ إذ خاضت العديد من الدول حول العالم التجربة، مثل روسيا، نظرًا لارتفاع معدلات التضخم فيها وتراجع مؤشراتها الاقتصادية.


كان البنك المركزي الروسي أعلن، في نوفمبر 2014، أنه ألغى الرقابة اليومية على قيمة الروبل، ما يسمح للعملة الضعيفة التداول بحرية في الأسواق المالية.

وقال البنك وقتها إنه سيتوقف عن وضع حدود يومية لتقلبات الروبل، ولن يتحمل أي أعباء بالتدخل في الأسواق لدعم العملة التي فقدت نحو نصف قيمتها مقابل الدولار هذا العام، مضيفًا أنه سيقف على أهبة الاستعداد للتدخل إذا لزم الأمر لدرء "المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي".

وبالرغم من ذلك، تعاني روسيا منذ أكثر من عامين من أزمة اقتصادية بسبب التفاوت الاجتماعي وتآكل الطبقة الوسطى، وأكدت دراسات أجراها أكبر بنوك روسيا "سبيربانك" أن نحو 14 مليون روسي خرجوا من نطاق الطبقة الوسطى منذ بدء التراجع الاقتصادي قبل عامين.

وكانت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، نشرت تقريرًا العام الماضي حول التأثيرات الدرامية لتحرير سعر صرف العملة الروسية "الروبل" على جميع أوجه الاقتصاد الروسي، وذلك بمناسبة مرور عام على قرار البنك الروسي المركزي بوقف تثبيت سعر "الروبل".

1. ارتفاع التضخم
وفقد "الروبل" نحو 30% من قيمته مقابل الدولار مما أدى إلى ارتفاع قياسي في الأسعار، فقد قفز معدل التضخم إلى أعلى مستوياته خلال 13 عامًا، وتجاوزت نسبة التضخم المعدل المستهدف للبنك المركزي والبالغ 4% بنحو أربعة أضعاف، وحاول البنك مكافحة التضخم برفع أسعار الفائدة عدة مرات حتى وصلت إلى 17% في ديسمبر 2014.

2. ارتفاع الفقر
أدى الارتفاع المستمر في الأسعار إلى تقويض القدرة الشرائية للمواطنين، على الجانب الآخر يرجع سبب هبوط العملة المحلية إلى تراجع قيمة الدخل مما زاد الضغوط على ميزانية الأسر الروسية ودفع الكثير منها إلى حافة الفقر، ويتوقع البنك الدولي أن تسجل روسيا ارتفاعًا في نسبة الفقر للمرة الأولى منذ الأزمة المالية لعام 1998 – 1999.

عافية الروبل
من جهة أخرى، أوضحت المحللة الاقتصادية في مجموعة "ألباري" آنا كوكوريفا، أنه بعد عامين من تحرير الروبل البنك المركزي الروسي لم يكن يتوقع استعادة الروبل بعض عافيته أمام الدولار واليورو، وحدوث تقلبات في أسعار الصرف، وفي الوقت نفسه فإن السلع التي ترتفع أسعارها لا تعاود الانخفاض بعد استعادة الروبل بعض عافيته.

وأشارت كوكوريفا إلى أن التقلبات المالية لا تحدث بمعزل عن انتخابات الرئاسة الأمريكية المرتقبة وقرارات مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي (البنك المركزي) وغيرها من العوامل الدولية.

الفقراء والأغنياء
وتابعت "كوكوريفا" أن من يملكون مدخرات بالروبل فقدوا أكثر من نصف قيمتها الشرائية، بينما الأثرياء ممن يملكون مدخرات بالعملة الصعبة زادت قدرتهم الشرائية بمقدار الضعف، وهذا بدوره فاقم الفروقات الاجتماعية بين المواطنين.
الجريدة الرسمية