تعويم الجنيه
خطوة حقيقية نحو العمل والإنتاج بعد أن توقف العمل تقريبا في جميع الأنشطة التي تحتاج للعملة الصعبة، وهو الحل لمنع المضاربة عليه في السوق الموازى التي وصلت إلى تحقيق مكاسب خيالية، حيث تحول الناس إلى تجار عملة بيعا وشراء، وأصبح الشغل الشاغل لهم السؤال عن العملة الصعبة، وتحولت إلى سلعة، حتى أن تجارا تركوا تجارتهم وتحولوا إلى تجار عملة.
إننى أعتب على البنك المركزي أن تأخر في إصدار هذا القرار إلى اليوم، هذا القرار الذي ناديت به من 3 سنوات قبل إغلاق مصانع عدة، وكانت القرارات المتخذة وقتها هو تحديد المبالغ المودعة تارة وتحديد المبالغ المسحوبة تارة، حتى أن هذه القرارات ساهمت في رواج السوق الموازية بعيدا عن أعين الدولة، وللأسف كل ما اتخذ من قرارات بشأن سوق الصرف لم يكن يحالفها النجاح، لأنها كانت تبنى على وجهة نظر تعتبر أن إيقاف قنوات الإنفاق أو ترشيده هو السبيل للسيطرة على سعر العملة، في حين أن فتح المسارات للتصدير المبنى على استيراد الخامات هو الأكثر واقعية في رفع قيمة العملة المحلية في مواجهه العملة الصعبة.
قرار التعويم قرار سليم وتأخرنا فيه حتى توقفت مصانع كثيرة من جراء "بهدلة الناس" في البحث عن العملة في المنازل وخروج البنوك من السوق لتقف عاجزة متفرجة على ما يفعله الناس في العملة الصعبة بدون قرار وشكل ذلك ضغوطا على العمليات الإنتاجية؛ لأن الفارق الذي كان يحققه تاجر العملة كان يصل إلى 3 جنيه بين الشراء والبيع وتحول الدولار إلى مخزون قيم فكان الطلب عليه أسرع مما نتصور وهذا تفسير ما حدث من الفارق الكبير بين الشراء والبيع نظرا لوجود عدة أطراف للسمسرة في عملية الشراء الواحدة.
مشكلة مصر ليست اقتصادية إنما هي مشكلة إدارية حيث يتخذ بعض المسئولين القرارات دون الرجوع إلى من سيطبق عليهم القرار وتدخل الدولة في التحكم في القطاع الخاص خطأ لابد من الاعتراف به فلابد أن نترك للقطاع الخاص حرية العمل بعيدا عن التقييد والبيروقراطية الذي أوقف تقريبا الأنشطة في مصر، وهناك طرق كثيرة لحماية محدودي الدخل مثل إطلاق العديد من الشركات التي تبيع السلع بالسعر الذي تريده الدولة وبذلك تشارك الدولة في حماية محدودى الدخل وفى نفس الوقت تعيد التوازن إلى السوق إذا ما جنح بعيدا.
المشكلة الإدارية لابد لها من تمكين للسلطات مع قيام جهات محايدة لتقييم الأداء للعاملين بالدولة بعيدا عمن قاموا بتعيينهم؛ لأن الجهات المحايدة تقيم من وجهة نظر التقدم على تحقيق الأهداف وليس الراحة النفسية والثقة والعشم الذي نحصد يوميا نتائجه على كافه المستويات.