رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب أو هيلاري.. كلاهما شر !


بعد خمسة أيام بالضبط، يوم الثلاثاء 8 نوفمبر، سوف يمسك العالم أنفاسه، إذ تختار أمريكا رئيسها رقم 45، رجلا هو دونالد ترامب، أو امرأة لأول مرة هي هيلارى كلينتون.. ومن المفهوم أن رئيس أمريكا ليس في العادة إلا رئيس مجلس إدارة العالم، لكنه بدرجة أو أخرى رئيس شبه فعلي لحكومات في الشرق الأوسط، وبخاصة في منطقتنا العربية!


يتواجه في سباق الساعات الأخيرة الحاسمة، رجل جامح جانح أهوج زلق اللسان، وامرأة لئيمة، صبورة، طعنت في كرامتها كزوجة خانها زوجها بيل كلينتون مع الفتاة مونيكا المتدربة في البيت الأبيض وقتها، وكانت فضيحتهما مدوية، لكنها تماسكت وتجاوزت، ربما لأن حلمها بحكم أمريكا والعالم أدعى للغفران والنسيان وتجاوز مسألة الكرامة!

بالنسبة لنا، وعلى المستوى الشعبي، يميل الشارع، وشبه الرسمى أيضًا، إلى الدعاء والتمنى بأن يفوز ترامب بمفاتيح المكتب البيضاوي، على أساس أنه يحب مصر ويقدر الرئيس السيسي وكان أعلن أنه سوف يساعد مصر في حربها على الإرهاب، طبعًا العالم العربي والإسلامى تابع في قلق تصريحاته المعادية للمسلمين ودعوته لحظر دخولهم إلى الأراضي الأمريكية، كما لم تسلم من لسانه أقليات وأجناس.

بالنسبة لنا في مصر فإن هيلاري كلينتون تبدو إخوانية من نسل حسن البنا وسيد قطب، وهي لم تخف عداءها، وتدرك أن فوزها في الانتخابات بعد خمسة أيام، معناه استمرار أوباما، من خلالها، في دعم الجماعة الإخوانية الإرهابية!

من أجل هذا يكره الشارع المصري، الشعبى وشبه الرسمى، ويتحفظ الرسمى طبعًا، أن تفوز في السباق نصيرة مرسي وبديع والشاطر والعريان والبلتاجى!

ويمكن القول إننا جميعًا انتهينا إلى أن النتيجة حسمت تقريبًا قبل عشرة أيام، وخصوصًا بعد المناظرة الأخيرة مع غريمها ترامب.. بل بدا الأخير أيضًا مدركًا أنه يتعثر في خطواته نحو البيت الأبيض، بعد سلسلة فضائح نسائية نسبت إليه، وحطت من شأن المرأة، استغلتها هيلاري أفضل استغلال.

وبينما الريح تمضي في اتجاه هيلاري، لتحملها إلى حلمها.. إذا بالموقف ينقلب حتى الساعات الأخيرة من فجر الخميس، لتلاحق أقدام ترامب كعبى هيلارى.. لقد دخلت المباحث الفيدرالية على الخط، فقدمت أفضل هدية ممكنة لدونالد ترامب، إذ برأته من أي علاقة تربطه بروسيا، ولم تجد دليلا واحدًا على أن روسيا لها تأثير فى أداء وولاء المرشح الجمهورى.

وكانت كلينتون تعتبره امتدادًا لبوتين داخل أمريكا، وفي الوقت الذي فرح فيه أنصار ترامب بهذه التبرئة، لطمت المباحث الفيدرالية ذاتها توازن هيلاري بقبضة قوية، اختصرت المسافة بين الغريمين.. فقد أعلنت أنها ستفتح من جديد التحقيق في الرسائل المحذوفة، 30 ألف رسالة كانت على الإيميل الشخصي لوزيرة الخارجية هيلاري أيام الفترة الأولى لحكم الشيخ أوباما!

ولم تكد هيلارى ترفع رأسها، حتى سربت «ويكيليكس» معلومات مؤكدة بأن هيلاري غشت في المناظرات، وظهر تماسكها وتفوقها وهدوء أعصابها جليًا لأن أحدهم سرب إليها الأسئلة قبيل المناظرات! والمذيعة التي سربت الأسئلة طردت من شبكة cnn.. وبالفعل كان ترامب كشف أنه يدرك أن أحدهم يلقنها الأجوبة، وأن أسلاكًا موصولة تحت هدومها !

من ناحية أخرى، تلقى ترامب ضربة لم يحتسب لها غير أنه ردها بسرعة، فقد أعلنت جماعة kkk، وهي عصابات دموية عنصرية لها تاريخ أسود في حرق السود والمهاجرين، مناصرتها لترامب، وأبرزت شعاراته "من أجل أمريكا العظيمة"، وهو ما أثار قلق الرءوس الكبيرة في الحزب الجمهوري.. تبرأ ترامب على الفور، وتلقى أنصاره قبلة الحياة، وانشق على هيلاري أنصار لها، وتبقى ولاية فلوريدا هي الجائزة الكبرى التي سوف تحسم الرجل أو المرأة التي ستحكم العالم! كلاهما خطر... ترامب خطر على أمريكا والعالم، وهيلاري خطر على العرب، ومصر بالذات.
الجريدة الرسمية