«الواقع الافتراضي» مشروع علمي للحفاظ على الآثار والترويج السياحي.. البحوث الفلكية: للحافظ على القاهرة الإسلامية والبدء ببيت السحيمي ومدرسة السلطان حسن
يجري المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية التابع لوزارة البحث العلمي وبالتعاون مع جامعة ولفرهامبتون البريطانية دراسات وأبحاث لتطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي على بعض الأماكن الأثرية بالقاهرة التاريخية، في مشروع يطبق لأول مرة في مصر، بعد أن بدأ في شهر أبريل الماضى على أن يتم الانتهاء منه في يناير أول العام المقبل، على أن يقوم معهد البحوث بتسليمه إلى وزارة الآثار بعد الانتهاء منه لأخذ الموافقة عليه.
الواقع الافتراضى
ويعتبر الواقع الافتراضي تقنية حديثة تتضمن محاكاة بيئية حقيقية أو ثلاثية الأبعاد تعمل على نقل الوعي الإنساني بتلك البيئة ليشعر المتلقي بأنه يعيش فيها، وقد تسمح له أحيانا بالتفاعل معها، حيث تضع المستخدم لهذه التكنولوجيا افتراضيا داخل المكان ليشاهده من كافة زواياه وكأنه موجود بداخله.
كما أنها تتضمن تكنولوجيا ثلاثية الأبعاد، يتفاعل المستخدم معها باللمس أو الصوت بمكبرات الصوت أو سماعات الرأس وبعض المشاهد المرئية عالية الجودة التي تعتمد على تقنية ثلاثية الأبعاد 3D، ومن أبرز الأمثلة عليها هي مشاهد الفيديو المصورة بهذه التقنية بمحور ٣٦٠ درجة، وكذلك بعض ألعاب الواقع الافتراضي الحديثة.
تطبيق المشروع
وقال الدكتور جاد القاضى رئيس قسم المغناطيسية والكهربية الأرضية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن المعهد يقوم في بدراسات لتطبيق تكنولوجيا الواقع الافتراضي التي تعتمد على أحدث الوسائل الرقمية الحديثة، موضحا أن هذا المشروع تتم دراسته للحفاظ على ثقافة القاهرة الإسلامية بما تحتويه من تراث ذي قيمة عالية، ولتوعية المجتمع المصرى والعالمي بأهمية تلك الأماكن الأثرية والمناطق التاريخية في مصر.
وأضاف في تصريح خاص لـ"فيتو" أن المشروع يتم بتمويل من مجلس العلوم والثقافة البريطاني، ويتم في الوقت الحالي عقد ندوات وورش عمل بمشاركة أحد كبار استشاريي هيئة اليونسكو وبعض الخبراء من شركات أجنبية خاصة، ومشيرا إلى أن المشروع من المستهدف تطبيقه على بعض المناطق الأثرية بالقاهرة التاريخية وهي بيت السحيمي ومدرسة السلطان حسن وباب زويلة والخيامية وحمام الطنبلى.
أكثر من مرحلة
وأوضح القاضي أن تطبيقات تكنولوجيا الواقع الافتراضي على المواقع الأثرية يمر تنفيذه بمجموعة من المراحل؛ أولها إعداد دراسات تاريخية وأثرية على المكان الأثرى، وخلفيته الحضارية ومحيطه الحيوي، ثم القيام بما يعرف بـ"الرفع المعماري للأثر"، وبعد ذلك يتم عمل تصوير ثلاثي الأبعاد بدقة عالية وعمل ما يسمى بـ"المسح الليزري" للأثر، ثم إجراء عملية التوثيق الأثرى بهدف الحصول على معلومات أثرية متكاملة عن المكان الأثرى.
وتابع رئيس قسم المغناطيسية بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن آخر مرحلة للمشروع تتضمن تجميع كل تلك البيانات وإدخالها في برامج خاصة على الحاسب الآلى لإنتاج نموذج محاكاة لتكنولوجيا الواقع الإفتراضي، للوصول إلى صورة متكاملة عن الأماكن الأثرية، مؤكدا على أن هذا سيساعد في توعية متخذي القرار من وزارة الآثار بأهمية تلك الدراسات والأبحاث في المحافظة على تلك الأماكن، واتخاذ القرارات والتوصيات السليمة بشأنها.
فوائد عديدة
وأشار القاضي إلى أن أهداف هذا المشروع هي التعريف بتطبيقات تكنولوجيا الواقع الافتراضي على الآثار الإسلامية كوسيلة للحفاظ على الآثار من الدمار، ورفع الوعي الأثرى لدى الجمهور والاعتماد على هذه التكنولوجيا كوسيلة تعليمية في المستقبل لعلم الآثار بالجامعات المصرية، ودراسة بعض المناطق الأثرية في القاهرة القديمة للوقوف على أنسب الأفكار لتنميتها وتطوير الشكل الحضارى لها دون المساس بها.
وأضاف القاضي أن من أهداف المشروع دمج تراث الأماكن الأثرية بعمل الدراسات الأثرية والاجتماعية، وأن هذه التكنولوجيا وسيلة تعويضية للعناصر المعمارية والفنية المندثرة للأثر بشكل رقمى دون المساس به، بالإضافة إلى تصحيح بعض المعلومات التاريخية والأثرية الموجودة عن المناطق الأثرية.
كما أكد على أن هذا المشروع لا يهدف إلى تحقيق أهداف ربحية للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، موضحا أن من أهدافه أيضا استغلال الأماكن الأثرية في الترويج للسياحة وزيادة عدد السائحين، ومساعدة المرشدين السياحيين أثناء تأدية عملهم.