رئيس التحرير
عصام كامل

مجلس الأمن يندد باستخدام «داعش» سكان الموصل دروعا بشرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ندد مجلس الأمن الدولي باستخدام مسلحي تنظيم "داعش" في الموصل المدنيين دروعا بشرية مع تقدم القوات الحكومية. تزامن ذلك مع ورود تقارير من داخل المدينة تفيد بقيام مسلحي التنظيم بدعوة الأهالي للتجمع في أماكن عامة.


بعد مشاورات استمرت ثماني ساعات قال مساعد المندوب السنغالي الدائم غورغي سيس للصحفيين إن أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15 "يدينون استخدام دروع بشرية" ويطلبون من الأطراف المتحاربة "اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة للحفاظ على المدنيين". وتتولى السنغال الرئاسة الدورية لمجلس الأمن في نوفمبر الجاري.

وأضاف سيس أن المجلس "لا يرغب في رؤية" مسلحي "تنظيم الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" يفرون إلى سوريا المجاورة. وتابع أن أعضاء المجلس "يعبرون عن دعمهم الحازم للجهود المنسقة للأمم المتحدة والحكومة العراقية للتصدي للأزمة الإنسانية" في الموصل.

وعبرت الأمم المتحدة عن "قلقها الجدي" من مخاطر استخدام مسلحي تنظيم "داعش" للسكان المدنيين دروعا بشرية أثناء فرارهم. وأبدى السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد على الحكيم "ارتياحه البالغ" للموقف الذي اتخذه مجلس الأمن مؤكدا أن "الدول الأعضاء الـ 15 تدعم جهود الحكومة العراقية عسكريا وإنسانيا".

في غضون ذلك أكد شهود لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء أن تنظيم "داعش" دعا أهالي الموصل، وخصوصا في الساحل الأيسر بشرق المدينة، إلى التجمع داخل المدارس في مناطقهم، في ما يبدو أنه عملية لاستخدامهم كدروع بشرية.

وقال أحد سكان الساحل الأيسر ويدعى أبو يونس إن عناصر التنظيم الإرهابي "طلبوا من الأهالي وخصوصا الشباب التجمع في مدارس المناطق وأن يحضروا معهم أوراقهم الثبوتية"، مشيرا إلى أن غالبية السكان "رفضوا الانصياع لتلك الأوامر".

ويعتقد الأهالي أن التنظيم يسعى إلى استخدامهم كدروع بشرية ضد غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال شخص يدعى أبو محمد، وهو من سكان الساحل الأيمن في غرب الموصل، إن "داعش جمع أعدادا كبيرة من أهالي مناطق جنوب الموصل وأجبرهم على الحضور إلى المدينة (...) وسيعمل على التخفي بينهم عند دخول القوات الأمنية والنزوح معهم" خارج الموصل.

لكن أبو محمد اعتبر أن مقاتلي التنظيم لم يتنبهوا إلى أن "بيانات كاملة عنهم مثبتة لدى القوات الأمنية، كما أن الأهالي يعرفونهم جيدا ولا يمكنهم الإفلات من العقاب". وأضاف أن "غالبية عناصر داعش منتشرون الآن في الساحل الأيمن، وهم على ما يبدو مستعدون للقتال بعدما هيأوا سيارات مفخخة وانتحاريين وقناصين، فضلا عن تفخيخ الشوارع والجسور".

وحذرت منظمات إنسانية الأربعاء من أن مصير المدنيين داخل الموصل بات على المحك الآن، بعد وصول القوات العراقية إلى المدينة الشمالية التي يسيطر عليها التنظيم منذ عامين. وفي الموصل أكثر من مليون مدني يعيشون منذ عامين تحت سيطرة تنظيم "داعش". ونزح نحو 20 ألف شخص منذ بداية العملية العسكرية في 17 أكتوبر الماضي، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
الجريدة الرسمية