«البترول» تبيع الوهم للمصريين.. سبائك الذهب «فنكوش».. التمويل وعدم وجود دراسات يهدد المشروع.. مدير منجم السكري: «الثروة المعدنية» ترفض التوسع في الصحراء الشرقية.. وغياب ا
ما زالت الحكومة تتعامل بالكلام المعسول، وتفتقد التصرف السليم، فدائما تصدر تصريحات وهمية عن مشروعات مفتقدة الدراسة، صعب تنفيذها على أرض الواقع في ضوء الإمكانيات المتاحة للدولة، فمنذ تولى المهندس طارق الملا منصب وزير البترول، يتحدث دائما عن أن مصر ستشهد طفرة كبري في عالم الذهب، وأنه سيكون هناك مصنع لتنقية الذهب المستخرج من الصخور، لتحويله إلى سبائك، وان الدولة قادرة على تحويل هذا الحلم إلى حقيقة على أرض الواقع.
ويكثر الحديث على لسان الحكومة عن أن المشروع تمت دراسته بشكل مستفيض، من كافة النواحي الفنية، والمادية والعائد الاقتصادي، ومدى استفادة الدولة منه.
وبما أن الكلام في مصر ليس عليه جمركا ولا ضريبة مضافة، فالحكومة تصدر الوهم للمصريين، بحسب ما أكدته مصادر بوزارة البترول وهيئة الثروة المعدنية، الذين أجمعوا على أن المشروع " فنكوش" على حد التعبير، وما هو إلا محاولة لتجميل وجه الحكومة أمام الشعب.
فشل المشروع
دلائل كثيرة تؤكد أن المشروع في دائرة الفشل، وأبرزها -كما أوضحته المصادر ذاتها- أن الحكومة لم تراع الجوانب الفنية والمالية، حيث إنشاء مصنع تحويل الذهب إلى سبائك بدلا من تصديره خام للخارج لتنقيته، يحتاج إلى 200 كيلو جرام من الذهب المستخرج من الصخور، في حين يصل الإنتاج اليومي الحالي للمناجم إلى 40 كيلوجرام ذهب فقط المستخرج من منجم السكرى بالصحراء الشرقية، مما يؤدي في النهاية إلى فشل المشروع، ويؤكد أن الحكومة تصدر قرارات بلا دراسة.
عدم وجود مراكز تدريب وخبراء ومكاتب استشارية للقيام بمهام تحويل الذهب إلى سبائك، من أخطر المعوقات التي تهدد المشروع، فالهيئة العامة للثروة المعدنية تفتقر إلى ذلك -وبحسب المصادر أيضا- تعاني من نقص الخبراء الجيولوجيين ذوي الكفاءة والمهارة في هذا الشأن.
والمفاجأة الكبري، أنه حينما عرض وزير البترول المهندس طارق الملا ورئيس هيئة الثروة المعدنية الجيولوجية عمر طعيمة المشروع على البنك المركزي، لتوفير التمويل اللازم للمشروع، كانت الصدمة رفض البنك ذلك حيث يرى أن المصنع تكلفته عالية، ومخاطرة في حد ذاتها- وبحسب المصادر- فإن تنقية أوقية الذهب، تحتاج إلى 150 دولارا، لتحويلها إلى سبائك– ومن الممكن أن يتم تنقية الأوقية في المصنع بشكل خاطئ، وهذا وارد ويحدث في مصانع تنقية الذهب في كندا، ومن ثم يعاد إنتاجها من جديد، فالسبائك بعد تنقيتها تذهب لبورصة عالمية، وتخضع لمواصفات عالمية دقيقة من خبراء عالميين في التنقية.
الدراسة
قال عصمت الراجحي، مدير منجم السكري: إن دراسة الحكومة لإنشاء مصنع تنقية الذهب خاطئة، متسائلا: على أي أساس استندت الحكومة لتنفيذ المشروع، ونحن كمسثتمرين نعاني من البيروقراطية والروتين من جانبها، حيث قدمنا الكثير من الطلبات لهيئة الثروة المعدنية، ودراسات أيضا للسماح لشركة السكري بالتوسع في الصحراء الشرقية، للتنقيب عن مواقع ذهب جديدة بهدف زيادة الإنتاج، ولكن لا أحد يلبي مطالبنا، ورميت في أدراج الروتين والإهمال.
وأضاف الراجحي: "أن المناجم في مصر ضائعة للغاية، وغير قادرة على إنشاء المصنع، فنحن في منجم السكري ننتج 40 كيلوجرام في اليوم كأقصى حد، وهي كميات ليست ثابتة، فمن الممكن أن تتراجع عن ذلك حسب الميزانية اليومية المخصصة، والتي يتم اقتسامها من الأرباح بهدف حفر وكسر الصخور".