أنا مش خرونج !!
يواصل المسلسل الكوميدى الساخر "حكم الإخوان" عرض حلقاته" الهزلية" فى مصر، كان آخرها تسمم المئات من طلاب جامعة الأزهر بسبب تناول طعام فاسد، على حد قول الطلبة، ورغم أن كل العينات التى أجرتها وزارة الصحة للطلاب جاءت سلبية، ولم تكن هناك حالة واحدة إيجابية، وأفادت التقارير الطبية الصادرة وجود بيكتريا بالطعام تسببت فى تلبك معوى للطلاب.
هذه هى القصة التى يعلمها الجميع، ولكن الكواليس كشفت عن نوايا خبيثة من جماعة الإخوان المسلمين للإطاحة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، بسبب رفضه لتمرير مشروع الصكوك الإسلامية الذى تقدمت به حكومة الجماعة، فدبرت الواقعة واستغلتها لتصفية حساباتها مع شيخ الأزهر، فزجت بطلابها لمحاصرة مشيخة الأزهر وأمرتهم بالمطالبة بإقالة شيخ الأزهر، ليخرج علينا بعدها "الريس مرسى" بإعلان دستوى يقيل فيه شيخ الأزهر، على غرار ما حدث مع المستشار عبد المجيد محمود النائب العام السابق، حينما أصدر قرارا بعزله رغم أن الدساتير فى كل بلاد العالم لا يجرأ أحد فيها على إقالة النائب العام أو شيخ الأزهر إلا بالوفاة أو الاستقالة، ولكن الإخوان دائما ما يخرجون على القانون ويأمرون الناس بالالتزام به، وهو ما يفسر الآية القرآنية ( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُون).
وراحت الجماعة تدفع إعلامها الذى يعلن ما يمليه عليه مكتب الإرشاد الممول الحقيقى لهذه القنوات لتشن حربا ضد الإمام الإكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ذلك الرجل الوسطى الذى يتبرع بمرتبه للأزهر، ويسكن فى شقة متواضعة جدا، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فراحوا يخوضون فى سمعته ويطالبون بالتحقيق معه فى واقعة التسمم، لأنه من يتحمل المسئولية فيها، وهو ما أثار استياء فى الشارع المصرى خاصة بعدما تنصل وزير النقل من مسئوليته عن حوادث القطارات التى وقعت، وتنصل مرسى عن مسئوليته هو ووزير الدفاع من قتل جنودنا على الحدود، فبأى منطق يريد الإخوان أن يتحمل شيخ الأزهر مسئولية ما حدث؟، أليس هذا ظلما وجورا؟، أليس هذه تصفية حسابات؟!.
البعض فسر هجوم الإخوان على شيخ الأزهر أن مرسى يجن جنونه إذا عارضه أحد أو خالف أوامره، لأنه يعتقد أنه خليفة المؤمنين، وأنه الحاكم الذى يأتمر الناس بأمره، وعندما رفض شيخ الأزهر تمرير مشروع الصكوك الإسلامية، أمر رجاله بالإيقاع بالشيخ فى مصيدة الإخوان لذبحه وعقابه، ليصيح بعدها الرئيس " أنا مش خرونج"، لتصل الرسالة إلى كل المعارضين أن من يفكر فى أن يسبح ضد تيار الإخوان سوف يموت غرقا بإشارة واحدة من إصبع الرئيس!.