رئيس التحرير
عصام كامل

«انسى يادكتور برادعي»!


مهما فعل وحتى ولو أقسم باغلظ الإيمان لن يرضي الإخوان عنه مجددا، فهم يحملونه مسئولية المشاركة في الإطاحة بحكمهم، وإجهاض حلم راودهم أكثر من ثمانين عاما، وهو السيطرة على هذا الحكم للأبد إذا أمسكوا به.


لذلك لا جدوي من ذلك البيان الذي أطل به الدكتور البرادعي علينا مؤخرا، متخليا بذلك عن عادة التغريد إلكترونيا عبر تويتات  قصيرة عامة وغير مباشرة.. وحتى إذا تجاهل الإخوان التكذيبات التي طالت بيان الدكتور البرادعي ممن شاركوا في اجتماع ٣ يونيو الذي أقر عزل مرسي، فإنهم لا يغفرون للرجل مجرد مشاركته في هذا الاجتماع الذي أعلن فيه الإطاحة بهم من الحكم، ولا يغفرون له موافقته وتأييده على ما انتهى اليه الاجتماع، والبيان الذي صدر عنه وتلاه وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبدالفتاح السيسي والقائد العام للقوات المسلحة، كذلك لا يغفرون له دعمه ومساندته للرئيس عدلي منصور، رئيس المحكمة الدستورية الذي تولي مسئولية الحكم في اختيار رئيس الحكومة المؤقتة«حكومة د. الببلاوي» رئيسا ونوابا وعددا من الوزراء ووصل ذروته بقبول الدكتور البرادعي شخصيا منصب نائب رئيس الجمهورية.

إذن.. مهما قال وفعل وأقسم بأغلظ الإيمان لن يصدقه الإخوان، ولن يغفروا له كل ذلك، وسوف يعتبرونه مشاركا في مسئولية الإطاحة بهم من الحكم، والاستمرار بالاستمتاع بحلمهم الأثير الذي حققوه في يونيو ٢٠١٢.

فقط في حالة واحدة يمكن أن يضطر الإخوان أن يغفروا للدكتور البرادعي إذا كانو يحتاجون دعمه لعودتهم إلى الحكم، وطلبت منهم واشنطن ذلك سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في إطار تجميع كل المعارضين لحكم السيسي، الراغبين في إبعاده عن الحكم، باعتباره هو العدو الأول للإخوان، والخصم الأول للأمريكان.
الجريدة الرسمية