سؤال يحير اللبنانيين: من الذي انتخب «ميريام كلينك»؟
من بين الأصوات الباطلة التي وضعها أحد نواب مجلس النواب اللبناني أثناء انتخاب رئيس الجمهورية ميشال عون أمس الأول ورقة انتخابية مكتوب عليها اسم الموديل اللبنانية "ميريام كلينك" المعروفة بصورها "شبه العارية". الضحك الذي ضجت به قاعة مجلس النواب عقب تصويت أحد النواب "لميريام كلينك" أعقبه محاولات حثيثة من محطات التليفزيون المختلفة للبحث عن النائب اللبناني الذي انتخب "ميريام كلينك".
أحد النواب القريبين من ميكروفون التليفزيون لم يكن يعرف "ميريام كلينك" فسأل –وسط موجة من الضحك- عمن تكون؟ فجاءته الإجابة: "موديل.. تتعرى"!! –صوت النائب ظهر على الهواء مباشرة، وأذاعته المحطات التليفزيونية– فيما كانت رسالة النائب الذي منح صوته "لميريام كلينك" واضحة أن ما يحدث هو "تعرٍ سياسي".
انتخاب ميشال عون رئيسًا للبنان لم يكن معبرًا عن حالة من الوحدة الوطنية والاتفاق السياسي.. فحصول ميشال عون على 83 صوتًا من أصل 127 صوتًا يعكس الانقسام السياسي في لبنان، فهناك 44 صوتا معارضا لانتخابه، ليكون عنوان المرحلة القادمة هو أن ميشال عون رئيسٌ لإنهاء الفراغ الرئاسي ولكنه ليس رئيسًا توافقيًا.. فالرئيس اللبناني السابق، ميشيل سليمان، كان قد حصل على 118 صوتًا رغم أنه جاء في أعقاب سيطرة حزب الله على بيروت في (مايو) 2008، واجتماع الأقطاب السياسية في الدوحة والاتفاق على اختيار قائد الجيش رئيسًا للجمهورية.
الكثير من القوى السياسية التي أعطت صوتها لميشال عون فعلت ذلك مضطرة حتى تنهي الفراغ الرئاسي.. صحيفة السفير اللبنانية عبرت عن الانقسام السياسي، والفرح والخوف الشعبي فكان عنوانها: "الشعوب" اللبنانية ترحب برئيسها الجديد: فرح وخوف! أن تشهد لبنان رئيسًا جديدًا هو عنوان للفرح، لكن لماذا هو عنوانًا لخوف اللبنانيين؟ جريدة السفير عبرت عما المخاوف التي صاحبت عملية الانتخاب ودلائل إعادة التصويت لكنها لم تقل صراحة لماذا أطلقت تعبير "الشعوب" على اللبنانيين، ولماذا يترافق فرح الترحاب بالرئيس مع الخوف.
صدقت صحيفة السفيــر عندما قالت "الشعوب" اللبنانية، فكل طائفة في لبنان بمثابة شعب، ولكل طائفة رئيس، وبعض الطوائف لها عدة رؤساء.. فرح اللبنايين مبطن بالخوف.. لماذا؟ اسأل غير "العونيين" أو اللبنانيين من غير "أنصار التيار العوني"، هكذا يطلقون على محبي ميشال عون، وحلفاء التيار الوطني الحر في لبنان، عن انتخاب الرئيس سيجيبونك أنهم صراحة لا يملكون لما يحدث تفسيرًا.. اللبنانيون أكثر من تعودوا على براكين السياسة، فهم تعودوا على رؤية المشهد السياسي يشتد سخونة حتى ينفجر سياسيًا، وهم يحاولون دائمًا تجنب الحرب الأهلية، ويمشون بعيدًا عن الحمم السياسية، ويفهمون السياسة شديدة التعقيد ولكنهم لا يرتاحون للزلازل السياسية، فزلزال انسحاب سمير جعع من سباق الرئاسة وترشيحه ميشال عون لم يعجب الكثيرين بمن فيهم سعد الحريري زلزل أنصاره بموافقتــه على ترشيح ميشال عون رئيسًا، أنصار تيار المستقبل يمصمصون شفاههم من موقف رئيسهم سعد الحريري ويرون عزاءهم في رؤيته رئيسًا للوزراء.
رئيس لبنان الجديد عليه أن يواجه عدة عقبات، أولها ما نشرته صحيفة الأخبار أمس الثلاثاء، عن رفض حزب الله تسمية سعد الحريري رئيسًا للوزراء.. "تسميّة" رئيس الوزراء هي جزء من التكليف السياسي، فرئيس الجمهورية اللبناية يجب أن يجري مشاورات سياسية مع الكتل السياسية (النيابية) لاختيار رئيس الوزراء.. حزب الله لن يعارض رؤية سعد الحريري رئيسًا للوزراء ولكن لن يسميه في المشاروات السياسية، هكذا قالت صحيفة الأخبار اللبناينة.. المشكلة ستحدث إذا سارت حركة أمل الشيعية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه على النهج نفسه، ليكون سعد الحريري –زعيم السنة في لبنان- رئيسًا للوزراء دونما اختياره من قبل أكبر كتلتين شيعيتين في لبنان.
على رئيس لبنان الجديد أن يواجه معارضيه أيضًا، فمعارضــو عون يسعون لكسر تحالفه مع "حزب الله"، فالرئيس اللبناني لم يعد حليفًا سياسيًا لحزب الله ولكنه رئيس لكل اللبنانيين.. هكذا تبدو المهمة الصعبة لميشال عون، فجلوسه على كرسي الرئاسة يمنحه صلاحيات الرئيس، وينزع عنه صلاحيات الحليف السياسي.
ومن المنطق نفسه سيتوجب على ميشال عون أن يتعامل مع رئيس وزراء –وافق على منح ميشال عون كرسي الرئاسة– ولكنه لم يكن يحب أن يراه رئيسًا وسعى حثيثًا لترشيح غيره للرئاسة.
على ميشال عون أن يواجه نفسه أيضًا، فالرئيس الذي ارتسمت على وجهه الابتسامة قبل أن ينتهي فرز أصوات النواب أمس الأول، كان قد قال عن المجلس الذي انتخبه إنه "مجلس غير دستوري".. رئيس مجلس النواب نبيه بري كان أول من يبحث عن "حمرة الخجل" في وجه عون، بل إن صحيفة السفير اللبنانية قالت إن نبيه بري "ثأر لكرامته وكرامة المجلس النيابي" –حسب تعبير صحيفة السفير- أثناء تهنئته ميشال عون عقب انتهاء التصويت عندما رحّب بـ «فخامة الرئيس تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته الدستورية»، في إشارة مبطنة إلى أن «الجنرال» انتخب رئيسًا بأصوات مجلس نيابي كان يردد دائمًا أنه "غير دستوري".
بعيدًا عن قصر الرئاسة، لا يزال اللبنانيون خائفيــن مما تحمله المرحلة القادمة، فقبل أن يضع سعد الحريري اللمسات الأخيرة لتوصيل ميشال عون في القصر الجمهوري، كان الفرقاء السياسيون يتناوشون خارج ملعب رئاستي الجمهورية والوزراء، أما الآن فجميع أطراف العملية السياسية في لبنان يتواجهون.. نتمنى أن يتحلى السياسيــون في لبنان بالروح "الرياضية".. فالرسالة التي تكمن وراء انتخاب ميشال عون رئيسًا للبنان مازالت غامضة، ولم يتم فك شفرتها بعد، لهذا لا يزال اللبنانيون خائفيــن حتى الفرحــون منهم.
انتخاب ميشال عون رئيسًا للبنان لم يكن معبرًا عن حالة من الوحدة الوطنية والاتفاق السياسي.. فحصول ميشال عون على 83 صوتًا من أصل 127 صوتًا يعكس الانقسام السياسي في لبنان، فهناك 44 صوتا معارضا لانتخابه، ليكون عنوان المرحلة القادمة هو أن ميشال عون رئيسٌ لإنهاء الفراغ الرئاسي ولكنه ليس رئيسًا توافقيًا.. فالرئيس اللبناني السابق، ميشيل سليمان، كان قد حصل على 118 صوتًا رغم أنه جاء في أعقاب سيطرة حزب الله على بيروت في (مايو) 2008، واجتماع الأقطاب السياسية في الدوحة والاتفاق على اختيار قائد الجيش رئيسًا للجمهورية.
الكثير من القوى السياسية التي أعطت صوتها لميشال عون فعلت ذلك مضطرة حتى تنهي الفراغ الرئاسي.. صحيفة السفير اللبنانية عبرت عن الانقسام السياسي، والفرح والخوف الشعبي فكان عنوانها: "الشعوب" اللبنانية ترحب برئيسها الجديد: فرح وخوف! أن تشهد لبنان رئيسًا جديدًا هو عنوان للفرح، لكن لماذا هو عنوانًا لخوف اللبنانيين؟ جريدة السفير عبرت عما المخاوف التي صاحبت عملية الانتخاب ودلائل إعادة التصويت لكنها لم تقل صراحة لماذا أطلقت تعبير "الشعوب" على اللبنانيين، ولماذا يترافق فرح الترحاب بالرئيس مع الخوف.
صدقت صحيفة السفيــر عندما قالت "الشعوب" اللبنانية، فكل طائفة في لبنان بمثابة شعب، ولكل طائفة رئيس، وبعض الطوائف لها عدة رؤساء.. فرح اللبنايين مبطن بالخوف.. لماذا؟ اسأل غير "العونيين" أو اللبنانيين من غير "أنصار التيار العوني"، هكذا يطلقون على محبي ميشال عون، وحلفاء التيار الوطني الحر في لبنان، عن انتخاب الرئيس سيجيبونك أنهم صراحة لا يملكون لما يحدث تفسيرًا.. اللبنانيون أكثر من تعودوا على براكين السياسة، فهم تعودوا على رؤية المشهد السياسي يشتد سخونة حتى ينفجر سياسيًا، وهم يحاولون دائمًا تجنب الحرب الأهلية، ويمشون بعيدًا عن الحمم السياسية، ويفهمون السياسة شديدة التعقيد ولكنهم لا يرتاحون للزلازل السياسية، فزلزال انسحاب سمير جعع من سباق الرئاسة وترشيحه ميشال عون لم يعجب الكثيرين بمن فيهم سعد الحريري زلزل أنصاره بموافقتــه على ترشيح ميشال عون رئيسًا، أنصار تيار المستقبل يمصمصون شفاههم من موقف رئيسهم سعد الحريري ويرون عزاءهم في رؤيته رئيسًا للوزراء.
رئيس لبنان الجديد عليه أن يواجه عدة عقبات، أولها ما نشرته صحيفة الأخبار أمس الثلاثاء، عن رفض حزب الله تسمية سعد الحريري رئيسًا للوزراء.. "تسميّة" رئيس الوزراء هي جزء من التكليف السياسي، فرئيس الجمهورية اللبناية يجب أن يجري مشاورات سياسية مع الكتل السياسية (النيابية) لاختيار رئيس الوزراء.. حزب الله لن يعارض رؤية سعد الحريري رئيسًا للوزراء ولكن لن يسميه في المشاروات السياسية، هكذا قالت صحيفة الأخبار اللبناينة.. المشكلة ستحدث إذا سارت حركة أمل الشيعية برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه على النهج نفسه، ليكون سعد الحريري –زعيم السنة في لبنان- رئيسًا للوزراء دونما اختياره من قبل أكبر كتلتين شيعيتين في لبنان.
على رئيس لبنان الجديد أن يواجه معارضيه أيضًا، فمعارضــو عون يسعون لكسر تحالفه مع "حزب الله"، فالرئيس اللبناني لم يعد حليفًا سياسيًا لحزب الله ولكنه رئيس لكل اللبنانيين.. هكذا تبدو المهمة الصعبة لميشال عون، فجلوسه على كرسي الرئاسة يمنحه صلاحيات الرئيس، وينزع عنه صلاحيات الحليف السياسي.
ومن المنطق نفسه سيتوجب على ميشال عون أن يتعامل مع رئيس وزراء –وافق على منح ميشال عون كرسي الرئاسة– ولكنه لم يكن يحب أن يراه رئيسًا وسعى حثيثًا لترشيح غيره للرئاسة.
على ميشال عون أن يواجه نفسه أيضًا، فالرئيس الذي ارتسمت على وجهه الابتسامة قبل أن ينتهي فرز أصوات النواب أمس الأول، كان قد قال عن المجلس الذي انتخبه إنه "مجلس غير دستوري".. رئيس مجلس النواب نبيه بري كان أول من يبحث عن "حمرة الخجل" في وجه عون، بل إن صحيفة السفير اللبنانية قالت إن نبيه بري "ثأر لكرامته وكرامة المجلس النيابي" –حسب تعبير صحيفة السفير- أثناء تهنئته ميشال عون عقب انتهاء التصويت عندما رحّب بـ «فخامة الرئيس تحت قبة البرلمان الذي أنت أحد أركان شرعيته الدستورية»، في إشارة مبطنة إلى أن «الجنرال» انتخب رئيسًا بأصوات مجلس نيابي كان يردد دائمًا أنه "غير دستوري".
بعيدًا عن قصر الرئاسة، لا يزال اللبنانيون خائفيــن مما تحمله المرحلة القادمة، فقبل أن يضع سعد الحريري اللمسات الأخيرة لتوصيل ميشال عون في القصر الجمهوري، كان الفرقاء السياسيون يتناوشون خارج ملعب رئاستي الجمهورية والوزراء، أما الآن فجميع أطراف العملية السياسية في لبنان يتواجهون.. نتمنى أن يتحلى السياسيــون في لبنان بالروح "الرياضية".. فالرسالة التي تكمن وراء انتخاب ميشال عون رئيسًا للبنان مازالت غامضة، ولم يتم فك شفرتها بعد، لهذا لا يزال اللبنانيون خائفيــن حتى الفرحــون منهم.