رئيس التحرير
عصام كامل

عودة الجماهير بعيدًا عن الحلول الأمنية


الجمهور هو الروح النابض لمدرجات الملاعب، وهو المحرك الدائم لأي فريق، والذي يبعث فيه الروح المعنوية، ويحفزه ويستفز مواهبه ورغبته القوية في الفوز، وهو جزء مهم من المباريات الرياضية يضفي عليها نكهة وطعمًا خاصًا نفتقده بغيابها. والجمهور استثمار حقيقى بدونه لا نجد أهمية لأية لعبة خاصة لعبة كرة القدم، لذلك فإن الكثير من الأندية ذات الجماهيرية الكبيرة تأثرت تأثرًا قويًا من الناحية الاقتصادية والفنية في ظل غياب الجمهور، وبأي حال من الأحوال عاجلًا أم آجلًا لابد من رجوع الجمهور للمدرجات.. ولكن كيف؟


تم معالجة أزمة الجمهور في كرة القدم المصرية بطرق خاطئة من بداية الأمر، لأننا تعاملنا معها كأزمة أمنية من الدرجة الأولى وليست أزمة تنظيم أو إدارة، فالتعامل الأمثل مع هذه الأزمة لا بد أن يكون بمنطق إداري، حيث ثبت وجود فشلٍ في إدارة أجزاء هذه المنظومة، بداية من تذاكر المباريات ونظام دخول الجماهير، وانتهاء بخروجها من مدرجات الملاعب، وهذا الفشل يشكل الكثير من الأزمات ليست أمنية وإنما تنظيمية إدارية بحتة وهي التي تخلق المشكلات الأمنية فيما بعد، لذلك لابد أن إعادة التفكير في هذه الأزمة بطريقة أكثر عمقًا وفاعلية.

كما أنه لابد أن ندرس التجارب الناجحة والتي سبقتنا في هذا المعترك المهم، ففى بريطانيا على سبيل المثال تم تخصيص هيئة للتعامل مع الجمهــور تسمى "هيئة الأمن والسلامة الرياضية" وهي مختصة بتأمين الاستادات من الداخل، ويقتصر وجود الشرطة على خارج الاستاد، كما أن هذه الهيئة يبدأ دورها بداية مع إنشاء الاستادات الرياضية وانتهاء بتنظيم الأحداث.

لذلك نجد بريطانيا- والتي كان جمهورها من أسوء الجماهير عنفًا أثناء المباريات- تظهر ذات سيطرة كاملة على مبارياتها من خلال هذه الهيئة التي تتحمل مسئولية التعامل مع الأحداث الرياضية وتأمينها والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة داخل وخارج مدرجات الملاعب.

في النهاية أرى كشخصٍ مطلعٍ على هذه التجربة بالتحديد أن نهتم بإنشاء مثل هذه الهيئة ونستفيد من هذه التجارب لنصل إلى مخرجٍ وحلٍ لهذه الأزمة، ولكي تعود الجماهير لمدرجاتها، وتنتعش الأندية اقتصاديا من جديد.
الجريدة الرسمية