«الدِّيكُ الفَصِيحُ».. قصيدة جديدة لمحمود رمضان

اِنتباه!
اِنتباه!
كيف لك أن تَأَبَّاه؟
اِنتباه!
دِيَك هَمَجيّ يلهُو والدَّجاج تخشاه
كلما صاحَ دِيَك رددت صغار الدُيوكٌ صداه
لماذا الصِّيَاح أيها الدِيَك المُهَجَّن؟ إيَّاكم إيَّاه!ُ
اِنتباه!
ألم تملك الحظائرُ وإناث الدَّجاج تملاه!
تأكل ما لذ وطاب من الطعام وفي لحظة تنساه!
ألم يكفك يا دِيَك أنك تحيا وتتنفس الحياه!
اِنتباه!
تختار من الصغار البكور عروس بلا مهر وكيانك الشيب أتاه...
اِنتباه!
والزمان يعطيك كل صباح صِّيَاح في صِّيَاح ومُنَاجَاه
عَمُرْت كون بني الدِيَكَة بألف دِيَك ودِيَك بلا معاناه
ويتطاير ريشك يا دِيَك غرورا وتختال بزهو وإباه
فأنت دِيَك.. شئت أم أبيت سيعتريك الهَرِمُ أو الوفاه...
اِنتباه!
وسيفقص البيض دُيوكًا حرة والنقر يسجل مبتغاه
كن حليمًا يا دِيَك البرابر واقصد في مشيك باِنتباه!
ولا تنسى أن لكل دِيَك عرفا والأعراف رفعة وجاه
وجاهك تعلم الحكمة ومجالس العلماء والفقهاء.. اِنتباه!
لم تمنع الحظيرات يومًا بنو الطير إذا أرادوا الحياه!
اِنتباه!
القط يرقب بيض الدَّجاجة والثعلب تُفقد ساقاه
وكل فرخ يولد في حظائركمُ يعلو صياحه جداه جداه...
لن يسعفه الوهن أو الموت للخلاص حتى وإن تَرَجَّاه
يا دِيَك لا تعظ واتعظ فالوعظ ليس للأدياك.. اِنتباه!
كن ودودًا
كن فَيلَسوفًا
كن كما أنت
دِيَكا فَصِيحًا
تصيح وتحمي الحِظارٌ وما سواه
أو
كن
كما شئت لكن باِنتباه!