رئيس التحرير
عصام كامل

استهلاك الإنسان


الإنسان ثروة لا تقدر بمال، ثروة قائمة على استخدام الفكر، والمهارات التى اختلفت باختلافنا، واختلاف نشأتنا وتربيتنا والتى نتج عنها فى النهاية عضو فاعل فى المجتمع بكونه إنسانا مفيدا، وليس كيانا يأكل ويشرب ويعيش مثل الدواب التى ليس منها فائدة.


الإنسان له صيانة منذ ميلاده وحتى موته، صيانة لحفظ العقل والأخرى صيانة لحفظ الصحة، وهذه صيانة معالجة الأفكار والإدراكات التى يستقبلها الفرد من المجتمع، واستقبال المفاهيم والإشارات التى تترك داخل الفرد أثرا وإدراكا.

لدينا طاقه هائلة وهى الطاقة البشرية التى يمكن أن نستغلها أفضل استغلال بتفهم طبيعتها وبطريقة تحفيزها والتى يمكن من خلالها خلق جيل منتج من الصغر لو توصلنا إلى سر الحافز الذى يتمنون تحقيقه.

بيد أن المستقبل ليس بالآمال ولكن بالأعمال ولعل ما نراه فى بلادنا من التعامل مع القوى البشرية على أنها قوى مستهلكة أولًا وإنها عالة على الجميع، ثانيًا هو إهدار لطبيعة هذا المورد الذى لم يستغل حتى الآن وفوق ذلك فهو يستهلك يوما بعد يوم وبدلا من استثماره نتجه إلى إهلاكه وتدمير القوة التى كان يمكن أن تصنع الحضارة. لدينا من القوى المهدرة التى لا يمكن التنبؤ بها، نتيجة غياب الإحصائيات الدقيقة.

يمر الزمن وتستهلك الطاقات وحولنا شعوبا تقدمت وأخرى تأخرت وللأسف كنا نحن من ضمن الشعوب التى تخلفت عن ركب الحضارة وكثيرا منا لا يلاحظ ذلك إلا حين يسافر إلى الخارج، ويتساءل لماذا تقدموا وتخلفنا ولماذا تغيروا للأفضل وتغيرنا للأسوأ؟.. إن لم نتمكن من قيادة مواردنا البشرية إلى الأفضل ضاعوا وحبطت عزيمتهم وتحولوا إلى قوى تدمر الوطن.


الجريدة الرسمية