رئيس التحرير
عصام كامل

«اللي معاه قرش محيره».. محافظ القاهرة يقرر تجميل ميدان رمسيس بعد عام واحد من تطويره.. عبدالحميد يتجاهل خطة التقشف الحكومي.. ويضع خطة لتركيب سلالم متحركة بالميدان

تجميل ميدان رمسيس
تجميل ميدان رمسيس

رغم الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر، ولجوئها للاقتراض من صندوق النقد الدولي لتمويل برنامج الحكومة خلال الثلاث سنوات المقبلة، وفي ظل دعوة الحكومة للتقشف لمواجهة العجز المتواصل للموازنة العامة، خرج علينا الدكتور عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، ليعلن إعادة تطوير ميدان رمسيس (باب الحديد سابقًا) من جــديــد، رغم أنه تم تطوير الميدان العام الماضي بتكلفة 18 مليون جنيه، خلال فترة وجود جلال سعيد، وزير النقل الحالي في منصب محافظ القاهرة.. ويبدو أن ميدان رمسيس تحول إلى سبوبة لكل المحافظين في العاصمة.


تطوير الميــدان
في نهاية أبريل من العام الماضى، تم إخلاء ميدان رمسيس من الباعة الجائلين، الذين لم يكتفوا باحتلال أرصفته بل افترشوا نهر الطريق وأصبح المتر في ميدان رمسيس "غنيمة" للبلطجية لتأجيرها للباعة، ونجحت محافظة القاهرة في نقل الباعة من رمسيس إلى موقف أحمد حلمى، ليعلن الدكتور جلال سعيد، محافظ القاهرة آنذاك عن بدء تطوير ميدان رمسيس باعتباره أهم ميادين العاصمة.

ولم يكن تطوير رمسيس هذه المرة مثل أي مرة، فالأمر ليس برفع كفاءته لكن الميدان ارتدى ثوبًا جديدًا تغيرت ملامحه، فكسوها الأخضر، وتزييت بإضاءات ساحرة، فالتطوير شمل إعادة طلاء واجهات العقارات التراثية المطلة على الميدان وتغيير البلدورات وتركيب أسوار حديديـة جديــدة وصيانــة أعمدة الإنارة وتشجير المساحات الخضراء ورفع الإعلانات المخالفة ودهان أجسام الكبارى، فضلا عن رفع كفاءه جامع الفتح من قبل وزارة الأوقاف.

وأصبح الميدان يبدو كلؤلؤة وسط العاصمة، وأصبحت الجزيرة الوسطى له حديقة للغلابة واستراحة للوافدين من المحافظات الأخرى، وتم الانتهاء من تطويره نهاية العام الماضى، ومع مرور عام على التطوير وتقلد محافظًا جديدًا، وهو المهندس عاطف عبد الحميد، أصبح تطوير الميدان مرة أخرى أمر ضرورى لأن المحافظ الجديد لا يعجبه مستوى النظافة به ويريد تركيب سلالم متحركة به في محاولة لخلق إنجازات وهمية من ميدان مطور بالفعل.

التكلفة
وأكد مصدر داخل مديرية الطرق والكبارى بمحافظة القاهرة -رفض ذكر اسمه- أن تطوير ميدان رمسيس في العام الماضى تكلف ما يقرب من 8 ملايين جنيه، شملت فقط أعمال التشجير وتركيب الأسوار والدهانات وتغيير البلدورات والأرصفة، أما رفع كفاءة العقارات التراثية فتكلفتها تخطت الـ 10 ملايين جنيه، لم تتحمل المحافظة مليمًا منها وتحملت فقط أعمال التشجير وتركيب الأسوار وتغيير الأرصفة، موضحًا أن الميدان في عام 2013 تم رفع كفاءته بتكلفة مليون جنيه، حيث شهد بعض الإصلاحات الطفيفة نتيجة أعمال تخريب قام بها عناصر جماعة الإخوان الإرهابية.

سلالم متحركة
وبالرغم من أن الميدان ما زال جديدًا لكن ينقصه تكثيف لأعمال النظافة وانضباط في منع المواقف العشوائية من التحميل به وعودتها إلى المواقف المقررة، قرر المهندس عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، إعادة تخطيطه مروريًا وتشكيل لجنة من المتخصصين لوضع رؤية شاملة لتطويره مع تغيير سلالم المشاة التي يتبول عليها بعض المخربين إلى سلالم متحركة دون الالتفات إلى أن ميدان رمسيس هو مأوى من لا مأوى له وإن كان تركيب سلالم متحركة به أمر حضارى نفتخر به لكنه إهدار للمال العام؛ لأن هذه السلالم حتمًا سيكون مصيرها التخريب كمحطات الأتوبيس الحضارية الجديدة التي أنفق عليها 20 مليون جنيه، وأصبحت جدرانها تمتلئ بقلوب العشاق والإعلانات والسباب والشتائم.

ومن جانبه أكد المهندس أشرف حلمى، مدير مديرية الطرق والكبارى التابعة لمحافظة القاهرة، أنه جار دراسة إمكانية تحويل سلالم المشاة برمسيس إلى سلالم متحركة، مشيرًا إلى وضع حلول لتخفيف الاختناقات المرورية بالميدان منها إنشاء حارة للميكروباص أمام مسجد الفتح عرضها 4 أمتار للوقوف بها بدلا من التحميل في نهر الطريق.
الجريدة الرسمية