رئيس التحرير
عصام كامل

أحْمَدُ الغَرْبَاوي يَكْتِبُ: رَبّي.. أْنْفَاسٌ تَضِيقُ بِنا.. سَامِحْنَا..؟( 3 )

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


رَبّى..
لأنّى فِى الله أحْبَبْتَهُ
وَحْدَهُ..
مَنْ فِى الله يُحِبُّكَ
وَحْدَهُ
يَعْودُ إليْكَ..!

فلا دَاع للسّؤال..؟

وَلا جَدْوَى مِنْ انْتِظَار
مَنْ لَمْ يَعُدْ يَفْتَقِدكَ..؟

وَلا فِى إثْرِ خَطْوكَ
يَشِمُّ رَائِحْتَكَ..؟

فَقد ذَابَ..
وَفى حُضْنِه
غَيّمَ مَخِيم غَيْرَك
وِسَادَة فَقْدَكَ..!
،،،،
رَبّى..

كُنْ فِى قَلْبى
كُلّ شَىء..؟
وَلا تَحْرِمْنى مَغْفِرَتَكَ..؟
وَأنا لا أزلْ
لا شَىءٌ..؟
وَفِى ذِنُوبِى
أسْتَحِى عَفْوَكَ..؟
،،،،
رَبّى..

فِى حُبّ مَا أشاء.. لا تَدْعِنى..؟
وَأحلم بِما تَشاء.. هِبْنِى..؟
فما أقْسَى
مَا أقْسَى أنْ تَكون
لا شَىء..!
فِى دُنْيا وَهَبْتنيها
كُلُّ شَىء..!
،،،
رَبّى..

امْنَحْ حَبيبى نَصِيبَى
مِنْ الصّفْحِ وَالعَفْوِ..؟
وَلى فِيكَ وَمِنّكَ ( رَجَا )
إصْلَاح مَا بِى
رَتْق مَابى
مِنْ العَيْبِ وَالغَفْوِ..؟
،،،،
رَبّى..

وَغَفلتُ أنّ الذي تَسْلّل كُلّ حِسّى وَعَقْلى
عِشْقُ رَوْحِى..!
فِى الّلوْحِ المَحْفُوظِ كَان مَنّى..!
ولمَّا شئْتُ وبِجَلالِك أمَرْتُ
سُلْطانُ قّضا اسْتَرْدّهُ غَصْب عَنّى
وَغَفْلتُ ـ أيْضًا ـ أنّ
إنّ لله وَإنّ إليْهِ رَجْعِى..!
إنّ في الله حَبيبى تَكُونّى
وإنّ بيْدِ الله أمْرِى..!
،،،،
رَبّى..

يزْدَادُ الألم
وَيُقَيّدُنِى الحُزْنُ
أسْرَ سَأم..!
فِلمَ..
لِمَ.. يَأبى نَزْفُ الجَرْحِ لَفْظُ الشّوْق..؟
لِمَ.. يَرْفِضُ الوَجْعُ مُغادَرةَ الحَنِين..؟
لِمَ.. رَجْفَةُ البَردِ تُبِطّنُ مِعْطَفِ الوَلَهْ..؟
لِمَ.. سُلّ العِشْقِ لايَتْقيْأ رَوْحَها نِهايْة كَبَدْ..؟
،،،،،
رَبّى..

يَفْسَحُ الغروب مَداه لظُلْمَة الليْلِ.. وَيَمْضِى..؟
تَلِمُّ الزُرْقَة مَيّها وَتَفْسَح مَداها للشَطَّ.. وَتَمْضى..؟
المَوْجُ الرّاقِصُ عَلى ذَبْحِ عَذْرَوات البّحر يَسْكُنه الرّيحُ.. وَيَمْضِى..؟
وَجع السَّمكِ الهَارب مِنْ قَنْصِ الشِبَاك وَغَدْرِ صَيّاد وَشَهْوَة قَراصِنة اللذّة لِمُرّ الأعْمَاقِ يَمْضى..؟
عَتبة الذّكْرَى تَتبدّل وَ( الآن ).. ( الآن ) يَمْضِى..؟
تَهْصر وَتضيق بِنا الأنْفَاس.. وَبِعَطْفِكَ نَمْضِى..؟
الشَّغف يَروح فِى ذِبول.. وَفِى ضُحى إشْرَاقة الحقول فَرَاشات الوْرَدِ تَمْضى..؟
الغَائب يَحْضَرُ.. وَتَغيب فِى حضور.. وَلا عَبق يَمْضى..؟
أيّها الحُبّ.. لِما.. لِما لا تَمْضِى..؟
كَيْف يَغْتَصب العِشْق بَتول رَوْحِى وَلا يَسِل دَمّى.. 
وَلا تَمْضى..؟
رَبّى..
كُنْتُ..
بَيْن سَواد خُصْلات شَعْرَها أهْوى شُهبًا فِى أضْوِيْة القَمْرِ الحَلِيبيّة..
أتْمَايْل فِى رِقّ تَقوّس حَاجِبيْها..
وَأوّدُ الهروب مِنْ تَحْتِ حِجابها الفَضّى وَهِى تَجْرى..
وإنّى غسقٌ عَالقٌ بِها لا تَدْرِ.. لا تَدْري..!
وَلا يُرفرف أعْلَى سَواد فُسْتانها آخر عيد يَجمعنا فِى عِشْق السّحَر.. وَمِرْآة تَدْفّق رؤيْات أحْلامى.. التي لَمْ تَمْضِ..!

كُنْتُ..
بِلانِهايْة عُمْرٌ فِى دِروبه المِلتَوْيَة..
وَدون شِراع قَاربٌ.. طائرٌ بِأجْنِحة نَوْارسِ عِشْقِ..
وَفِى أحْضَانِ رَطْب وَخُضْرة عُشْب فَجْرِ صَيْف يَرْقًصُ بَيْن أنَامِلْها المُبْلّلة بِعْرق جِينْزَها.. إحْرَام عِشْقِ رَوْحِى لَيْلِ زّفّها..
وَقُبيْل أنْ يَفْضَحْنَا بِنَدى نَافِذْتَها المُطلّة عَلى جَنانِ الرّحْمَن..
عشٌّ طَيْرٌ بَرىء..
يَطوف بِجْنَاح أبْيَض لِحَنينٍ عَاشِق..
لَمْ يَخْلف مَوْعد تَغْريده وَأنْفَاس تُحلّق وَأحْضَان سَمَاوات حُجْرَتها إيواء رَحِمْ..
تَأويها جَنّة أرْضٍ.. وَلمْ أمْضِ..!
رَبّى..
لِما.. وَقد كُنْتُ..؟
ألأ نّى فِى الله أحْبَبْتَها.. لا..
لا تَمْضى..؟

رَبّى..
مَتى..
مَتى تُفْسِحُ مَداها فِى رَوْحِى كَى.. كَى أمْضِى..؟

رَبّى..
كُلُّ الذي يَرْحَلُ لا يَعود
وَإْن عَاد ـ أيْضًا ـ لا يَعود..!

فَلِما..
لِما تَبْقَى وَعُمْرِى حَيْاةَ
حَيْاة أبَدْ.. و
ولا تَمْضِى..؟
أبدًا..
لا وَلنْ تَمْضِ..!
****
(إهْدَاء
حَبيبى..
يَقِينى.. لَنْ تَقْرَأنى
وَتأبَى حروفى ألا تَكْتُبَكْ..!
يَقينى.. لَنْ تَدْنو وَحدود ضِلّى
وَيأبى عِشْقى ألا يُفَارِقُكْ..!
يَقينى لَنْ..
لَنْ تُحبّنى أقلّ مِنّى
وَأنْفَاسك وَصَدْرى مَطْرَحَكْ..!
سَفْرٌ طويل بِلا رَحيل
يَقينى.. لَنْ تُحِبّ..
وَيَنْتَظِرُكَ حَنِينى..
يَأبْى ألّا
ألّا ( تخلّينى )..؟
وحبيبى..
حَبيبى ( تِخْلّينى )..؟ )
*****
الجريدة الرسمية