رئيس التحرير
عصام كامل

الجنرال عون والمرشحة هيلاري!


لا علاقة مباشرة تربط بين الجنرال ميشيل عون الذي صار رئيسا للجمهورية في لبنان، بعد أن ظل هذا المنصب شاغرا لنحو العامين ونصف العام، وبين المرشحة عن الحزب الديمقراطى الأمريكى في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى بعد بضعة أيام قليلة..


ربما تكون العلاقة الوحيدة هي المفاجأة التي جمعت بين حال هذا الرجل وهذه السيدة..فإن الجنرال عون الذي ظل يحلم لسنوات طويلة بمنصب الرئيس اللبنانى حقق حلمه أخيرا، بعد مفاجاة مدوية مثيرة لم يكن يتوقعها أحد من قبل سواء داخل أو خارج لبنان، وهى التي تتمثل في أن الحريرى الابن قرر أن يمنحه تأييده، وبالتالى تأييد معظم نواب كتلة 14 اذار للجنرال عون لكى يحقق حلمه، مقابل اتفاق يعيد سعد الحريرى إلى رئاسة الحكومة، وبهذه المفاجأة فقط تمكن عون أن يدخل القصر الرئاسى اللبنانى رئيسا منتخبا من الدور الثانى للبرلمان، وبعد أربع محاولات، خاصة أن حلفاءه السابقين من الشيعة لم يمنحوه أصواتهم.

أما المرشحة هيلارى كلينتون فقد صارت في حاجة الآن قبل أيام قليلة من الانتخابات الأمريكية لمفأجاة مثيرة مماثلة أو مشابهة لكى تحقق حلمها للعودة إلى البيت الأبيض مرة أخرى، ولكن كأول أمراة تترأس أمريكا، وذلك بعد أن هزت بقوة مفاجأة مثيرة مؤخرا مركزها الانتخابى، وأدت إلى تآكل الفارق مع منافسها ترامب، وهى المفاجأة التي تمثلت في إعلان رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية في أمريكا، وعلى غير رغبة رئيسته وزيرة العدل إعادة فتح تحقيق في موضوع تسريب بريد هيلارى الإلكترونى، والذي كان قد اغلق في يونيو الماضى بعد أن تكشفت آلاف البرقيات التي تسربت وضبط على كمبيوتر زوج أهم مساعدة لها.

وهكذا مفاجأة مثيرة فتحت أبواب القصر الرئاسى اللبنانى أمام عون، ومفاجاة أخرى مثيرة قد تغلق أبواب البيت الأبيض في وجه هيلارى، وصارت تحتاج لمفاجأة أخرى لتتمكن من إعادة فتح هذه الأبواب مجددا.
الجريدة الرسمية