رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. «العاج» كنز محرم على أرض مصر.. 3 أطنان في مخازن المتحف الزراعي.. منع بيع نصف طن في مزاد حكومي.. سعره يصل إلى 930 دولارا للرطل.. وحرقه مطلب دولي

فيتو

قبل قرابة الستة أشهر، أقدمت كينيا التي تضم أحد أكبر مساحات الغابات التي تأوى الحيوانات البرية على إحراق نحو 105 أطنان من عاج الأفيال، ووحيد القرن المحرم تداولها عالميا والذي تبلغ قيمته نحو 180 مليون دولار في إطار حماية الأفيال الأفريقية وحيوان وحيد القرن من الانقراض على يد الصيادين غير الشرعيين.



مصر والعاج

ورغم أن مصر إحدى دول منطقة الشمال الأفريقى صحراوية الطابع، إلا أنها تعتبر إحدى محطات تهريب العاج وخاصة عاج الأفيال من أفريقيا إلى باقي دول العالم وفق حديث دينا ذو الفقار الناشطة في حقوق الحيوان، وممثل المجتمع المدنى في الإشراف على حدائق الحيوان المصرية.

وتؤكد دينا أن معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض والمعروفة اختصارًا بـ"سايتس" والموقعة عليها مصر تلزم الدول الموقعة بحرق عاج الأفيال المصادر لمنع التهريب ووقف التجارة غير المشروعة في أنياب الأفيال باهظة الثمن والتي وصل سعرها حتى آخر إحصاء في 2014 إلى 930 دولارا للرطل الواحد و30 ألف دولار بالنسبة للرطل من عاج وحيد القرن أو الخرتيت المهدد بالانقراض، وتمثل ثروة تستغلها الجماعات المتنازعة في أفريقيا لتمويل الحروب الأهلية.


مزاد غير شرعي

وقبل أيام أقدمت مصلحة الدمغة والموازين التابعة لوزارة التموين المصرية على بيع كميات كبيرة من عاج الأفيال الأفريقية المصادر من خلال جمارك الموانئ والمطارات في مزاد علنى يوم 26 أكتوبر الماضى، ليتدخل وزير الزراعة، ومنظمات والمجتمع المدنى لإيقاف المزاد وإزالة العاج من قائمة المعروضات، دون معرفة مصيرها.


أزمة دولية

ومن جانبه، قال الدكتور محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، إن تدخل وزارة الزراعة ،ومنظمات المجتمع المدنى لوقف ذلك المزاد يأتى للحفاظ على سمعة مصر الدولية التي كانت معرضة لأزمة بسبب سماحها بتداول العاج رغم توقيعها على اتفاقية السايتس.

وأكد "رجائى" أن الإدارة في طريقها لمخاطبة سكرتارية معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض والمعروفة اختصارًا بـ"سايتس"، لمعرفة الطريقة المثلى للتعامل مع العاج المصادر والذي يذهب للتخزين أو العرض في المتحف الزراعى بالدقى، مشيرًا إلى إمكانية البحث مع أمانة المعاهدة السماح بتداول العاج المصادر داخليا فقط دون منح موافقات تصدير أو السماح بدخوله إلى مصر، ولفت إلى أن منذ توقيع مصر على اتفاقية السايتس لم تشكل أي لجان لحرق العاج المصادر.


صكوك دمغة


فيما نفت دينا ذو الفقار إمكانية سماح "السايتس" بتداول العاج داخليًا بدون شهادات تصدير، لافتة إلى أن التخلص من العاج يكون إما بالحرق أو تحويله إلى صكوك خزانة تنفق في منافع حماية الحياة البرية فقط، وهى الحلول التي تضعها معاهدة التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البرى المهدد بالانقراض، وما يخالفها يعتبر غير شرعي.


3 أطنان عاج

فيما كشفت مصادر مسئولة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن مخازن المتحف الزراعى بالدقى تحتوى على أكثر من 3 أطنان من عاج الأفيال نتاج مصادرات العاج المشغول والخام والمصنع خلال عشر سنوات.

وأوضحت المصادر، أن العاج المصادر تم جرده قبل عدة أشهر بواسطة لجنة شكلت من قطاع الإرشاد الزراعى الذي يتبعه المتحف إداريا، وضمت إدارة الحياة البرية بهيئة الخدمات البيطرية إلى جانب مندوب من الهيئة وآخر من وزارة الآثار لجرد محتويات المخزن الذي كان مغلقا ومشمعا بالشمع الأحمر ويحتوي على حيوانات محنطة أفسدتها طول فترة التخزين وتم استبعادها وفحص العاج الذي قد يصاب بالتسوس.

وأكد المصدر، أنه تم رفع مذكرة بأعمال اللجنة إلى الدكتور خالد الحسنى رئيس قطاع شئون مكتب وزير الزراعة، لتتصرف الوزارة في تلك الكميات وفقًا للإجراءات المتبعة.

من جانبه، أكد الدكتور أشرف الغنام، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بوزارة الزراعة الأسبق والذي يندرج تحت إدارته المتحف الزراعى بالدقى، على وجود كميات كبيرة من عاج الأفيال تزيد عن 2 طن في مخازن المتحف الزراعى بالدقى ويعرض بعضها فقط في أماكن العرض، لافتًا إلى أنه شكل أيضا لجنة لجرد محتويات المخزن الخاص بالعاج في فترة توليه منصبه بالوزارة قبل أكثر من عام ونصف العام.


انقراض الفيل الأفريقي


وفقا لإحصائيات غير رسمية، فإن عدد الفيلة الأفريقية المتبقية في مناطق غرب ووسط وجنوب القارة السمراء يبلغ أكثر من 500 ألف فيل يقتل منها سنويا 30 الفًا بغرض الاستيلاء على أنيابها.

وتجدر الإشارة إلى أنه تم منع الاتجار العالمى في عاج الأفيال والخراتيت و"وحيد القرن" منذ عام 1989 ولكن سمح لدول ناميبيا وزيمبابوى  فقط في مواصلة الاتجار في المخزون الموجود لديها خلال عامي 1999 و2008، ومنذ أيام رفض الاجتماع السنوى للدول الأعضاء في معاهدة السايتس طلبات ناميبيا وزيمبابوى ببيع مخزون آخر من عاج الأفيال بغرض استغلال ثمنها لحماية الأفيال من الانقراض في ظل نقص أعدادها بنسبة 30% عن آخر إحصائيات أجريت.

الجريدة الرسمية