رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل القمة «المصرية – السنغافورية».. «السيسي» يبحث مع «تان» تعزيز العلاقات الثنائية.. يدرسان التعاون في مجالات الطاقة والمياه والتعليم.. وتوافق الرؤى حول مكافحة الإرهاب

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة، اليوم الإثنين، جلسة مباحاثات مع توني تان رئيس سنغافورة.

تعزيز العلاقات

وبحثت القمة تعزيز العلاقات الثنائية والارتقاء بها إلى مستوى أرحب بجانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

مرور 50 عاما
كما تم التأكيد على عمق العلاقات الوطيدة بين البلدين اللذين يحتفلان هذا العام بمرور خمسين عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي تقيم علاقات مع سنغافورة عقب استقلالها وساعدتها في الانضمام لحركة عدم الانحياز.

التجربة التنموية
كما تأتي في مقدمة الدول التي تتطلع مصر لتعزيز العلاقات معها بالنظر لتجربتها التنموية الرائدة التي حازت على احترام وتقدير العالم بأسره.

الطاقة
كما تم بحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين خاصة في مجالات الطاقة والمياه والتعليم الفني والاستثمار والموانئ البحرية وتحلية المياه وإعادة معالجتها ومجال الخدمات والاستثمار في مشروع تنمية قناة السويس فضلا عن التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية.

مكافحة الإرهاب
كما تم بحث مكافحة الإرهاب ولاسيما من خلال البعد الفكري والديني حيث توافق الجانبان على أهمية تصويب الخطاب الديني وتنقيته من أية أفكار مغلوطة تكون قد علقت به من أجل إظهار الصورة السمحة الحقيقية للإسلام وتعاليمه السامية التي تحض على التسامح والرحمة والتعارف وقبول الآخر.

التطرف
والتأكيد على أهمية تحصين المجتمعات ضد التطرف والأفكار المغلوطة والهدامة، مع العمل الجاد على الحيلولة دون استخدام وسائل التكنولوجيا والتواصل الحديثة من قبل التنظيمات الإرهابية لنشر أفكارها المتطرفة واستقطاب عناصر جديدة إلى صفوفها.

الأزهر
كما تطرق اللقاء إلى دور الأزهر الشريف في تصويب الخطاب الديني ونشر القيم الوسطية المعتدلة التي تمثل جوهر الإسلام الحقيقي حيث يوجد 300 طالبًا سنغافوريًا يتلقون تعليمهم في الأزهر الشريف وأن كبار علماء الدين الإسلامي في سنغافورة قد تخرجوا في الأزهر الشريف.

مؤتمر صحفي
كما تحدث الرئيسان إلى وسائل الإعلام عقب القمة لاستعراض نتائج المباحثات.

ترحيب
والقي الرئيس السيسي كلمة رحب خلالها بنظيره الدكتور "تونى تان" رئيس جمهورية سنغافورة في القاهرة ضيفًا عزيزًا على مصر في فترة تشهد فيها العلاقات الثنائية تطورًا ونموًا ملحوظًا في جميع المجالات، بما يعكس الإرادة المشتركة للبلدين للارتقاء بتعاونهما إلى آفاق أرحب.

خطوة جديدة
وقال السيسي: "وتأتى زيارتكم، فخامة الرئيس، في هذا التوقيت لتضيف خطوة جديدة إلى ما شهدته زيارتى إلى سنغافورة في أغسطس 2015 من انطلاقة حقيقية للعلاقات المصرية السنغافورية، ورغبة في تعزيز أواصر التعاون على مختلف الأصعدة، كما تتزامن زيارتكم إلى مصر مع مرور خمسين عامًا على إنشاء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بما يعكس عمق روابط الصداقة الممتدة التي تجمع بين البلدين". 

مختلف الجوانب
وأضاف السيسي: "لقد استعرضت وفخامة رئيس سنغافورة خلال مباحثاتنا البناءة مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين بلدينا، حيث أعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الوطيدة القائمة بين مصر وسنغافورة، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى، ومواصلة التشاور الوثيق حول سبل تطوير التعاون الثنائي".

تنشيط التبادل التجاري
وقال السيسي: "ومن هذا المنطلق، فقد اتفقنا على تنشيط التبادل التجاري بين الدولتين، واستعرضنا الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر في المشروعات الكبرى التي تنفذها مصر، وخاصة محور التنمية بمنطقة قناة السويس، بالإضافة إلى قطاعات الموانئ، والطاقة، وتحلية المياه، فضلًا عن اهتمامنا بالاستفادة من خبرة سنغافورة في مجالي النقل والتعليم، وذلك في إطار خطط مصر الطموحة لتحقيق التنمية".

التهديدات
وقال السيسي: "يكتسب لقائي مع فخامة الرئيس أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجهنا جميعًا، وهو الأمر الذي أصبح يتطلب تنسيقًا أكبر للجهود المبذولة لمواجهة تلك التحديات، وتعاونًا شاملًا لفهم طبيعتها واستكشاف سُبل مواجهتها بنجاح من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية، وإنما تمتد لتشمل الأبعاد الثقافية والفكرية لدحض الأفكار المتطرفة والهدامة التي يستند إليها الإرهابيون في أنشطتهم".

التيارات المتطرفة
وأضاف السيسي: "لقد تصدت مصر بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة إدراكًا منها لما تحمله أفكارها من دعاوى للفوضى تهدف إلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح، وهو ما يتطلب مواجهتها ومكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها ووقف أنشطة تجنيد عناصر جديدة للانضمام لها".

دعوة مصر
وتابع السيسي: "ومن هنا جاءت دعوة مصر لضرورة إعادة العمل على تأكيد سماحة الدين الإسلامي الحنيف، ومواجهة تلك الادعاءات الباطلة التي تتعارض مع وسطية الإسلام. وأضاف السيسي: وفى هذا الصدد، اسمحوا لى سيادة الرئيس بأن أشيد بالنموذج الفريد الذي تقدمه سنغافورة في قدرة الشعوب على التعايش وتحقيق الوئام والتجانس في مجتمع متعدد الأعراق والأديان، مما ساهم في تدعيم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعى الذي تعيشه سنغافورة، وكان سببًا رئيسيًا في تحقيق نهضتها وإنجازاتها".

القضايا الإقليمية
وقال السيسي: "تطرقت مباحثاتنا أيضًا إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث ناقشنا الجهود المبذولة لتسوية الأزمات في المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، وتطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة، حيث أكدنا على أهمية بذل مزيد من الجهود للتوصل إلى تسويات سياسية تحافظ على كيانات الدول ومؤسساتها الوطنية، وتضمن سيادتها ووحدة أراضيها، وتنهى معاناة شعوبها. كما اتفقنا على مواصلة التنسيق والتعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية".

وقال السيسي: "وأود ختامًا أن أرحب مجددًا بفخامة الرئيس "تونى تان" والوفد المرافق له في القاهرة، متمنيًا لكم ولبلدكم الصديق مزيدا من النجاح والازدهار والاستقرار".
الجريدة الرسمية