رئيس التحرير
عصام كامل

شغب الملاعب والمسكوت عنه في مؤتمر الشباب !


تابعت على فترات فعاليات المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بشرم الشيخ لمدة ثلاثة أيام.. وفكرة المؤتمر تستحق الإشادة والتقدير بغض النظر عن النتائج، كما أن حالة الحراك التي كانت موجودة في الكثير من الندوات بالمؤتمر أيضًا تستحق التقدير.

وبكل تأكيد وجود الكثير من أفراد المعارضة داخل هذا المؤتمر شيء طيب ومميز للغاية يزيد من حالة الحراك الإيجابية المطلوبة داخل المجتمع وبين أفراد مجتمع واحد منهم المتفق ومنهم المختلف.. وبكل تأكيد لا يفهم الكثيرون من "المهللين والمطبلاتية " مدى جدوى وجود المعارضين بمثل هذا المؤتمر الضخم.. فالبعض ومنهم من ظهر غاضبًا في الفضائيات لعدم دعوته للمؤتمر لكونه أحد الداعمين لرئيس الجمهورية ظهروا وكأنهم مغيبون عن الواقع وكشفوا أنفسهم أكثر وأكثر أمام الجميع، حيث إنهم لا يحبون سوى أنفسهم والشو الإعلامي تحت ستار دعم رئيس الدولة..

وقيام المسئولين عن المؤتمر بمناقشة أزمة شغب الملاعب وعودة الجماهير للمدرجات كان مهمًا للغاية، حيث أدار الإعلامي إبراهيم فايق الندوة بشكل مميز للغاية باعتباره ممثلًا للشباب، كما أن عرض المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة المشكلة كان أكثر من رائع رغم ضيق الوقت الذي كان متاحًا له.. ولكن يعاب على هذه الندوة من وجهــة نظري هو عدم اعتراف الحاضرين بأن هناك بعض المسئولين كانوا مسئولين عن زيادة التوتر والاحتقان مع الجماهير بل إن منهم من كان سببًا بشكل أو بآخر في موت بعض المشجعين.

ورغم المطالب العاطفية المتكررة بعودة الجماهير للمدرجات فإنني أرفض هذه العواطف خوفًا من تكرار مأساة أخرى خاصة أن الاحتقان ما زال موجودًا.. وأوافق على ما قالة وزير الشباب والرياضة بتخصيص عدد معين من الملاعب توجد فيها كل المواصفات الخاصة بالأمن والسلامة تستضيف مباريات الدوري، ويتم وضع الحرية للفريق باختيار الملعب وهل يوافق على إدخال جماهيره أم لا؟

ورغم عقلانية هذا الاقتراح من الناحية النظرية فإن الواقع العملي يظل مختلفًا ويظل واضحًا وضوح الشمس، حيث إن المشكلة الأساسية متعلقة بجماهير 3 أندية فقط لا غير.. الأهلي والزمالك والمصري البورسعيدي.. إذًا لابد أن يكون الحل مركزًا في هذا الاتجاه.

وأخيرًا.. التجربة المميزة التي أبهرت الجميع في مباراة الزمالك وصن داونز في حضور 75 ألف متفرج والتي ستتكرر إن شاء الله في مباراة مصر وغانا يشكر عليها الجيش والشرطة وشركة "فالكون" ووزارة الشباب والرياضة ومحافظة الإسكندرية ونادي الزمالك.. فهذا الإبهار الذي ظهر لابد أن يكون نتاج عمل جماعي ضخم والأهم من ذلك هو سلوك الجماهير نفسه الذي أسهم في نجاح التجربة، حيث إن مجموعة الوايت نايتس رغم نجاحها في إدخال الشماريخ واليافطة الكبيرة الخاصة بهم فإن سلوكهم طوال المباراة أسهم في خروج المشهد بهذه الصورة الجميلة!
الجريدة الرسمية