رئيس التحرير
عصام كامل

لا أيها الأشقاء في السعودية!


هذه نصيحة مخلصة للأشقاء في السعودية.. لا تتعاملوا بهذه الطريقة مع مصر والمصريين ورئيسهم، لأنكم تخاطرون بخسارة كبيرة في وقت تعانون فيه من مشكلات وأزمات وتحديات وتهديدات ومخاطر.. ومصر وحدها هي التي يمكن أن تقف بجواركم بقوة وإخلاص، وتقدم لكم ما تحتاجونه من دعم ومساندة وقت الشدة، وحتى تتجاوزوا مشاكلم وأزماتكم وتواجهوا التحديات والتهديدات والمخاطر.. ويمكنكم التأكد من ذلك مما قامت به مصر مؤخرا..


ففي ذات الوقت الذي تقدمت فيه وزارة الخارجية المصرية باحتجاج على ذلك الكلام السخيف لأمين عام المؤتمر الإسلامي، وهو وزير سعودي سابق، فإنها سارعت بإصدار بيان شديد اللهجة ضد الحوثيين الذين أطلقوا صاروخا يستهدف مكة المكرمة، وتعلن أن ذلك لا يمكن السكوت عليه..

أي أن تطاول وزير سعودي سابق على رئيس مصر لم يجعلها تغض الطرف عن خطر يهدد الأمن القومي السعودي.. وهو ما حدث أيضا حينما خرج مندوب حالي «وليس سابقا» للسعودية في مجلس الأمن لينتقد تصويت مصر لمشروع القرار الروسي بخصوص سوريا، متجاوزا الأعراف الدبلوماسية.. فقد وقف بعدها الرئيس السيسي لينبه الجميع بأن أمن دول الخليج من أمن مصر القومي، وأن مصر لن تسمح أو تقبل باعتداء تتعرض له هذه الدول العربية الشقيقة.

أيها الأشقاء في السعودية قارنوا هذا الموقف المصري بمواقف دول أخرى إقليمية تسعون للتحالف معها، وقدمتم لها الكثير، ولكنها لم تقدم لكم سوى التصريحات فقط، وتصرفت بما يخدم مصالحها غير عابئة بكم وبمصالحكم.. وتذكروا أن مصر وحدها هي التي سوف تجدونها بجواركم وقت الشدة، في وقت تعمل الدولة الكبرى التي ما زلتم تعتمدون عليها على تقسيم بلادكم إلى خمس دويلات.. فمصر وحدها هي التي تجاهر برفض ذلك سواء بالنسبة لكم أو لأي دولة عربية شقيقة.

لا تقولوا شيئا أو تتصرفوا بطريقة تثير ضيق وغضب عموم المصريين الذين لا يقبلون أي ضغوط أو أي إساءة لرئيسهم، حتى الذين يعارضونه لن يقبلوا منكم مثل ذلك باستثناء الإخوان فقط، الذين سبق لهم أن عضوا أيديكم التي امتدت إليهم بالعون والمساعدة لعدة عقود مضت.

لا يقبل المصريون ما قاله مندوبكم في الأمم المتحدة، ولا وزيركم السابق الذي يعمل أمينا عاما للمؤتمر الإسلامي، ولا ما فعلته شركتكم «أرامكو» بوقف تنفيذ تجاري للشهر التالي على التوالي، مثلما لا يقبلون أن يلحق بكم أذى.. ولا تفسروا السكوت المصري الرسمي بأنه ضعف، بل إنه حرص على الأمن القومي المصري، وحرص على العلاقة بين الأشقاء.
الجريدة الرسمية