السيول ثروة قومية مهدرة.. صيام: تكفي زراعة مئات آلاف الأفدنة.. خليل: تغني عن المياه المحتجزة خلف سد النهضة.. عزيز: إنشاء مخرات وخزانات أسفل الجبال «ضرورة»
في ظل الصراع المصري الإثيوبي على سد النهضة، تفقد القاهرة سنويا ملايين المترات المكعبة من المياه، كثورة مهدرة من السيول تتدفق على أراضيها سنويا، ولم يتوقف الأمر على ذلك فحسب بل تحولت النعمة إلى نقمة، وتسببت في الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية، وتعطيل عمل المؤسسات المختلفة.
مياه جوفية
وقال جمال صيام، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة القاهرة، مستشار مركز الدراسات الاقتصادية والزراعية: "تتسرب الأمطار بشكل طبيعي للأرض وتخزن كمياه جوفية، في أراض قد تكون غير زراعية، وبالتالي الاستفادة القصوي منها لا تتم إلا بصيانة مخرات السيول، لكن ذلك بحاجة إلى تكلفة باهظة وجهود عالية".
وأضاف: "تقدر كمية السيول بقيمة 2 مليون متر مكعب، تلك الكمية قادرة على زراعة مئات الآلاف من الأفدنة، ولكن كيف سيكون ذلك في ظل الفشل الحكومي في تفادي أضراره"، مستائلا:" هل ستستطيع الحكومة الاستفادة من الثروة المائية تلك في ظل فشلها في مواجهة أضرارها عن الأهالي؟".
نعمة ونقمة
وقال سعيد خليل، مستشار وزير الزراعة السابق، الخبير الزراعي:" من المعروف أن الأمطار في جميع دول العالم نعمة وثروة قومية يستفاد منها، ولكن على النقيض في مصر تُعد نقمة، لعدم وجود سياسة واضحة للتعامل معها"، مشيرا إلى أن الأمطار التي هطلت على بعض محافظات الجمهورية تقدر بملايين المترات المكعبة لكنها ذهبت هباء منثورا.
أمطار الساحل
وتابع:" الأمطار التي تسقط على الساحل الشمالي فقط قادرة على زراعة 300 ألف فدان"، وقال: "في أقل من أسبوع سقطت على الأراضي المصرية ملايين الأمتار المكعبة من الأمطار، ومن المتوقع سقوط الأكثر من ذلك خلال الشتاء الحالي والسنوات القادمة"، منوها إلى أن تلك الكميات تغني عن المياه التي سيحجزها سد النهضة، وقال: "إذا تم الاستفادة منها ستتخلص مصر من الشح المائي الذي تعاني منه".
وطالب الخبير الزراعي بالتنسيق بين وزارات الري والنقل والزراعة لوضع خطة محكمة للاستفادة القصوي من تلك الثروة المهدرة.
معهد السيول
وقال ماهر عزيز، استشاري الطاقة والبيئة وتغير المناخ: "مياه السيول ثروة قومية لابد من الاستفادة منها، بتحديد أماكن السيول وإنشاء خزانات لها، واستخدامها للأغراض المختلفة طوال العام، وخاصة في المناطق الجبلية حيث تنهمر المياه من أسطح الجبال إلى خزانات أسفل الجبال"، مشيرا إلى أن ذلك مطبق بالفعل في محافظة مطروح، فتتجمع المياه في الآبار، ويستخدمها الأعراب لأغراضهم المختلفة طوال العام، ولكن ذلك يتم في نطاق محدود وقال: "لابد من الاستفادة من السيول في كافة محافظات الجمهورية".
وأشار عزيز إلى أن مركز البحوث التابع لوزارة الزراعة يمتلك 12 معهدا، من بينهم معهد متخصص في السيول، وأشار إلى أهمية ضع دراسة كاملة عن كمية المياه، والطرق الهندسية التي يمكن تجميعها، والاستفادة القصوي منها، في كافة مجالات الري والزراعة والصناعة، لأن ذلك لا يمكن أن يتم إلا بالتخزين الجيد.