رئيس التحرير
عصام كامل

كرسي في الكلوب


كنت سيئة الحظ.. ولأول مرة أشعر بمعنى لهذه الجملة.. بالفعل.. فاتني عرس الشباب في شرم الشيخ.. كنت أتابعه بشغف الأم التي تحلم بزفاف ابنتها.. وتعلقها بذراع زوجها لتبدأ حياتها الجديدة.. الحياة التي ظلت تلك الأم الحنون تتمناها لابنتها.. مفعمة بالسعادة.. تقطر هناء.. ورضا.. ورزق..(مال..وبنون).. لا أعرف تفاصيل كثيرة.. ولم تعطني كتابات زملائي –سعداء الحظ– الكواليس بتفاصيلها..


ليس عيبا فيهم ولكن ربما تقصيرا مني.. ولكن من متابعاتي لعرس الشباب هناك تمنيت لو أنني كنت جملة في خطاب الرئيس.. أو خلافا بين المتناحرين..أو حتى محورا للنقاش في أي من الندوات.. الوجود في مثل هذا العرس.. سعادة تتخفى وراء العمل والاهتمام والمتابعة.. والتقارير والأخبار.. الحضور لمثل هذا الحدث إنجاز تاريخي.. لن ينساه من شارك أيا كان حجم مشاركته. 

مؤتمر الشباب في عاصمة السلام والسياحة.. تحضره الأطياف الشبابية والسياسية والإعلامية.. ويشارك فيه المتفقون والمختلفون.. والمتخاصمون..الكل على مائدة واحدة.. والبطل..شباب مصر..يناقش.. يطرح الأفكار.. يتحدث عن التحديات.. ويبدي انتقاداته للسياسة الداخلية والخارجية..والظروف الاقتصادية والاجتماعية..كل ذلك أمام رئيس الدولة..بحرية وعفوية.. ليست تمثيلية معدة مسبقا.. ولا سيناريو كتب باحتراف وأخرج بعناية..

جل ما أسعدني بعيدا عن التنظيم والمحاور والندوات والورش..هو توقيت المؤتمر.. جاء المؤتمر في توقيت درس بعناية.. الشارع يرزح تحت نيران الغضب من ارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية المتوالية.. والدولة تهتم بالمشروعات القومية الكبرى التي لا يعلم المواطن البسيط هل يمد الله في عمره حتى يدرك آثارها؟ والشباب تناثرت أفكارهم وتبعثرت إرادتهم بين الثورة على الوضع الراهن.. وضرورة دعم مؤسسات الدولة حتى لا ننجرف وراء تداعيات نشاهدها كل يوم في دول لا تفصلنا عنها حدود طبيعية..بل مجرد خطوط على خرائط..

التوقيت كان من أهم أبطال الحدث..وأعتقد أن 3000 شاب حضروا هذا المؤتمر عادوا وقد تجمعت إرادتهم حول دعم المستقبل.. بمشروعات اجتماعية تنفذها أيديهم.. وتدعمها وطنيتهم الكامنة في القلوب والعقول..أن اتحدث عن سلبيات أو سوء تنظيم أو رسالة الرئيس التي استطاعت صحف الغرب ترجمتها لما تعني.. وترجمها العرب وبعض المصريين بالسخرية الفجة الحاقدة..

ولكني سأتحدث عن مؤتمر أحدث انقلابا في الفكر والتخطيط والتنفيذ.. ولن أكون متشائمة مثل غيري من الزملاء خوفا من تكرار تجربة المؤتمر الاقتصادي..لأنني هنا أراهن على الشباب..وأعلم أنهم لن يسمحوا بالتنازل عن مكتسباتهم التي منحوا إياها في وجود رئيس الدولة.. ورغم أن السيول في منطقة البحر الأحمر ألقت في نهاية المؤتمر كرسي في الكلوب.. إلا أنني ما زلت أجذم أن إعصار الفكر والعقل في هذا المؤتمر أقوى في تأثيره من توسونامي على مستقبل مصر.
الجريدة الرسمية