رئيس التحرير
عصام كامل

أحْمَدُ الغَربَاوي يَكْتبُ: رَبّي.. إنّه حَبِيبي.. سَامِحْنِي..؟

احمد الغرباوى
احمد الغرباوى

أحْمَدُ الغَربَاوي يَكْتبُ:
رَبّي.. إنّه حَبِيبي.. سَامِحْنِي..؟
( 1 )
ﺭَﺑّﻲ..

أعوذ بِكَ مِنْ كَسْرِة النَّفْسِ..؟
ومِن بَسْمٍ لا رُوح فِيه..؟

وبَعْد فَرح..
أعوذ بِكَ مِنْ حُزْنٍ صَلْدٍ
لا يُخْدَشُ وَلا يَنْجَرِح..!
وَأعوذُ بِكَ مِنْ انْقطَاع الوَصْلِ بَعْد التَعْوّد..
وَضمور شَجن الرَّوْعة بِفَقْدِ نُبْلِ وَرِفْعَة سُلْطَان الجَمالِ..
ومِنْ شَبْقِ هَوى لِمَنْ لا أمَان لَهُ..!3
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

ﻻ ﺗُﺒﺎﻋِد ﺑَﻴْني ﻭَﺑَﻴْﻦَ ﺷَﺨْصٍ..
ﺃﻧْﺖَ ﺗَﻌﻠﻢُ أﻥّ ﺳَﻌَﺎﺩﺗِﻲ لا ﺗَﻜْﺘَﻤﻞُ إﻻ ﺑِِﻘُﺮُﺑِﻪ..
وَوجُودي هُوَ نِصْفَه.ُ.
وَحيْاتِي.. كُلَّي وَجْدَهُ..!

،،،،،

ﺭَﺑّﻲ..

امْنَحْنِي القُدرة عَلى أنْ أرْحَل
فِي صَمْتٍ أرْحَلُ لكي أَعُود..
رُبّمَا يَلتفت حَبِيبي لانْتِبَاهي..
فَلا يَعْدُ يَتجَاهَل حُبّي..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

فِي صَباحات ومَساءات يَومي
خَفّف ثِقلَ الحَنِين مِنْ مِخْلاة التّبَقّي..
فلمْ يَعُدْ..
لَمْ يَعُدْ حَبِيبي يَشْعُر بِه أبدًا
لا فِي غِيْابِي وَلا فِي حَرَمِي..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

ارْحَمْنِي مِنْ شَغَفٍ لحَنِينٍ كَانَ..
كَانَ آخر مَدَى بَهاء خَيْرٍ فِي عُمْرِي..
يَرحْلُ.. يَرْحَلُ وَ
وَيَخْلفُ لِي وِحْدَتي وَأطْلال أمْسِ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

هَل يَوْمًَا خَذَلَتْنِي كُنْتُ..
كُنْتُ أسِير حَيْثُ لا أدْري..؟
فَلِمَ..
لَمْ أقاتل شَيْطَان نَفْسِي فِي اسْتِسْلامي وَجُبْنِي..؟
لِمَ لَمْ أمْنَعَها تَخُون..
دُونَ أنْ أتَجَمّد فِي صَدْمِي ودَهْشِي..؟
حَبِيبي..
سَامْحِني كِلانَا يَخُن فِي وَهْنٍ..
وَهَنٌ وَعَجْزٌ..؟
واليْوَم وَحْدِي..
وَحَرِير حُزْنِي شَرْنَقة خَنْقَي..!
وَينْكِسر مِيزان العَدْلِ المُقَدّس
تَتْلوّثُ شَفْافيْة رَوْحِي..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

فِي انْتظار حَبِيبي يَأتي
لا تَدع الصَمْتَ يَأكُل عُمْري..؟
مَجْرُوحٌ بَعْد رَحْلِ..!
وَقلبي يَتأمّل مَنْ يَتحدّث
دُون شُعوره بِحقَيقة (عِشْقِ رَوْحِي)..؟
لَيْتَنا..
لَيْتَنا لا نَتْعَلّم الصَمْتَ أبْدًَا.. !
وَليْتَه لا يَصِبْنَا ابْتَلاء فَقْرِ..؟
وليْتَنا نَحْيَا وَاقعَ فِعْلِ كَلْمِ..
لا ثَرْثَرة صَمْتٍ.. سُكون أبَدْ.. مَوات عَيْشِ..!
فَكَمْ مِنْ صَمْتٍ وَهْمٍ عَظَمة..
يَعْتلي الريْاءَ ظَهْر فَرْسِ..!
وَيَصْهَلُ الجَوَادُ مِضْمَارَ زَيْفِ..!
وَكَمْ مِنْ صَمْت
يُتَوّجُ عَاهِرةً حِجابًا دُونَ سَتْرِ..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

أقِمْ اعْوجَاج حُبّي قُبيْل كَسْرِ رَوْحِي..؟
قوّي شَوْكَتِي الهَشّة أمَام خَلْب ضَيّ عَيْنَيْها..؟
مَا لَمْ تَمِدُّها بِقوّةِ قَدرِ لَوْحَكَ المَحْفوظِ..؟
ويَسِّر لفِكْري رَحْمَةً..
تُمَكّن مَا أعْجَزْنِي فِي بَأسِ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

بّيْن دَفْتَيّ (مَغْفرةٍ) وَ(عَفْوٍ)..
لَمْلم حِكَايْتِي التي رَحْلَتِ في قارب (رَحْمَة)..؟
وشدُّ أشْرِعتي بِقُدسِ رِيحٍ عِلويّة بَعْدُ..
بَعد حَصَادِ عَذَاباَت خَيْباَت نِجوم و
وَغَيْماَت شِمُوس فِي أزِقّة تِرْحَالات مُدِني..؟
تَبْحثُ عَنْ مَضْجعِ هَادِئ..
لا يَخْتَرقه طَيْفٌ عَائِدُ خَلْفَ الزَمَنِ الآخذ فِي الأفول..
بَائِدٌ عَن عَمْدِ..؟
وَيَمْتَد عَلى سَفْحِ مَوْجِ شِبَاكِ مَطرِ..
وَنَجْنّي مِنْ صَيْدِ مَوْتٍ يَوْم حَبِيبي هَجَر..
هَجَر..؟

،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

أكَان حَبِيبي رَغْبة مَحْمُومة فِي أسْرِ عِشْقٍ..؟
تَأبَى حُرْيّة فُرْقَة..؟
عَصِىّ عَلى سَيْلِ دَمٍ لُقَا.. فَيَتْجَلّط فِي وَرَيدي بُعاد..
بُعَاد دُونَ رَحْلِ..؟
أمْ هُوَ دَيْمُومة تَشوّق وَ(حَشْرَجِة وَله) لرِغْبَةِ فِى سَفْرٍ طويل.. وَلا..
لا أمَل فِي وَصْلٍ وَلا وِصَال..!
أمْ حُرْيّة..
حُرْيّة احْتِوَاء..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

يَومًْا مَا تَكفّ الدُنيّا عَنْ الاحْتَواء..
فتَبْحثُ عَنْ احْتِواء آخر..
تَنْشِدُ حَيْاتها دَاخل احْتِواء يَرْغَبُها احْتَواء..
يَمْتزجان حُبّا فِي الله..
ربّي..
امْنَحْهَا حُرّيْتها مُتْعَة وَبَهْجَة وُجُود..؟
وَأرْضِني بِعْبُودِيّة (عِشْقِ رَوْحِي)..؟
دّعْ لَها بَابًا.. نَافذة تَتَنَفُس.. وَلو ثُقبًا.. مِنْ خِلال تَغْريد عُصْفور يُنَاجِي قَلبَها.. زَقْزَقة حُبّ..
وَيَغْشَاها تَغْريد الاحْتِواء الأمْثل.. والالْتِحَاف الأكْمَل.. ويُسْكَرها شَهْد أحْلَى مِنْ عَسْلِ خَلايْا قَلْبي وَرَوْحِي وَعَقلي وَجَسدي.. التي كَانَت هِي مِتَوّجَة عَليْه مَلِكَة عُمْرِي..!
وتَعجز الرُّوحُ عَنْ فكّ أسْرَها أنانيّة امْتِلاك..!
قلبٌ أسير.. فِي حَاجة إلى ضَيّ فَنَار.. يَتبعه طَريقُ حُرّية.. قُبَيْل أنْ تُغلّ وَتُسْجَنُ فِي عِبُوديّة رَحِمْ..!
أَسْرُ رَحْمِ يَحْيَاها صُبْح مِسَا حَيْاة..
فَمَا الدُنْيَا..
مَا الدُنْيَا إلا حُّرْيّة..
حُرْيَّة احْتِوَاء..!
فَكمَا تَشَاءُ امْنَحها الدُّنْيَا حُرّية..؟
وإنْ غَدا (عِشْقِ رَوْحِي) دَيْمَومَة قَيْدِ..؟
فأنْتَ رَبّي كُلّ شَيء البَاقِى أبَدْ..
وَلا يَبْقَى..
لا شَيء يَبْقَى للأبَدْ..؟
وَلا حَيْاة جَنّة أرضْ.. تَقف
تَقَفُ عِنْد أحَدْ..؟
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

وَلأنّي فِي الله أحْبَبْتَها فَعَلَوْت وَدِيني..
وَسِرْتُ عَلى هَدِىّ فَنَارِ لذَاذَة الزَّاهِدين فيما هُوَ دُون الحُبّ في الله..
وَلأنّي فِي الله عَشِقْتَها دَنَوْتُ إلى سِدْرِة مُنْتَهى رِحَابَك الأسْمَى..
فلْمَّا أبَتْ.. وَلقَنْدِيل يَقِيني أطْفَأتْ..
كَفانِي شَهادَة ربّ وَتَوْبِةِ أبَدْ..!
وإلى الله تَهادَى (عِشْقُ رَوْحِي).. أضْوِيْةُ سَحَر رَبّي..
فِى شَجن ِوَحْدِى وَأنْتِ..
رَبّي..
عَلى الأرْضِ امْهِلْنِي قليلًا مِنْ الوَقْتِ أتوضأ..
لأن مَوعْدَ طَلّ حَبِيبي فِي ظِلّ حُبّي آتٍ..
آتِيْةٌ هِي وَأذان فَجْرِي..
فَأطُهّرُ رَوْحِي.. رُبّمَا
رُبّمَا أتَمَاسّ وَبَطْنَ كَفّها سَلامًا..؟
سَلامٌ يُدثّر رَوْحِي..
وَفِي هُدوء أناَمُ آخر لَيْلِ..!
،،،،،
ﺭَﺑّﻲ..

كُلِّنَا نُولد لِنَمُوت..
وَنَمُوت حِين يَأْتِي المَوْتُ.. إلّا عِنْدَمَا نُحِبُّ..
وَفِي حَيْاتِى تَـ.. قَـ.. طَ.. رَ.. تُ.. حَيْاة..!
غَصْب عَنِّي..
يَلِصّنِي حُبّهَا دُونَ الذهِابِ إليْهِا..
يَجُرّنِي دُون رَمْي خَيْطِ وَصْلٍ بَيْنَنَا..
وَلا اسْتِسْلام لغَوَايْةِ رِيحٍ تَحِفُّ حِسّ جِلْدَنَا.. و
وَعَلى الحُبِّ أصْبِرُ..
وَلَمْ أطِقْ لَذَّةَ شَهْوَةِ صَيْدٍ..
وَلا غَدْر قَنْصٍ..!
يَنْفُذُ الصَبْرُ.. و
وَيَبْقَى الحُبّ..!
،،،،،
رَبّى..

ضُمّنِي إليْكَ يَقينَ زُهْدٍ..؟
ضُمّنِي إليْكَ بُرْكَانَ خَضْعٍ..؟
ضُمّنِي إليْكَ حَنَانَ لَوْعٍ..؟
ضُمّنِي إليْكَ َوَمْضَ بَرْقٍ..؟
ضُمّنِي إليْكَ والذرّة الأخيرة مِنْ رِقّ شَوْقٍ..؟
ضُمّنِي إليْكَ آخر نِدْفَةُ عَالِقَة بَحَريق قَلب عَابِد حُبًّ..؟
ضُمّنِي إليْكَ نهاية العَالم.. وَانْتِحَارٌ يُغْرِقُ دَمّه..
يَسْرِي وَرحِيل حَبِيبته..
يَتْفَجّرُ فَرِحًا زَغْردَةَ مَىّ عَلى بَضّ الفَخْذِ
وَعَلى بَتولِ خَدّه يَنْهَمِرُ دَمْعه..!
وَفِي (عِشْقِ رَوْحَه) حَنينٌ
حَنِينٌ يَخْتَنقُ فِي تَوْغَلِ عَطْشه..؟
وَعَلى أدْنى حَوْافِ ضِفَافِ جَنَانَك انْثُرني
انْثُرنِي رَمَادَ التْيَاعِ وَجْدٍ.. وَجْده..؟
رّبّي إنّهُ حَبِيبي..
سَامِحْه..؟
سَامِحْنِي..؟
****
بقلم: أحمد الغرباوي.
الجريدة الرسمية