هافينجتون بوست يبرز كارثة نهب وإتلاف الآثار.. خبيرة في الفن الفرعوني: كنوزنا تحت تهديد التآكل.. مفتش آثار: الترميم المصري كارثة.. وجامعة ألاباما: الثورة ضاعفت السرقة
سلط موقع "هافينجتون بوست" الأمريكي، في تقرير له اليوم السبت، الضوء على الإهمال الذي تواجهه الآثار المصرية فضلًا عن عمليات السرقة والتهريب التي وصفها بالمثيرة للقلق.
وبدأ الموقع تقريره، بالحديث عن تسجيل مصر أكثر من 14 مليون سائح عام 2010، العدد الذي تزايد بعد أن كان 12 مليون سائح عام 2009، ما يعني ارتفاعًا بنسبة 17.5 % في عدد الزوّار، ولكن تراجع هذا العدد كثيرًا بعد ثورة 25 يناير، منوهًا عن أن مقتل السائحين المكسيك في سبتمبر 2015 أوقف أيضًا تدفق عدد كبير فضلًا عن سقوط الطائرة الروسية، واختطاف طائرة برج العرب، وتحطم طائرة مصر للطيران القادمة من باريس، مايو الماضي.
تهديد التآكل
ونقل الموقع عن "سالي سليمان"، 27 عامًا، حاصلة على شهادة البكالوريوس في علم الآثار والتاريخ وخبيرة في كلٍ من الفن الإسلامي والفرعوني قولها: "نحن لا نتحرك بين الجيّد والسيئ، بل بين السيئ والأسوأ"، علينا أن ننصت جيّدًا، تصور أن تكون الكنوز الوطنية تحت تهديد التآكل والمياه الجوفية، ثم يأتي الإهمال الحكومي وضعف التعليم والفساد العام ليقضي على ما تبقى".
وروت "سالي" إحدى الوقائع المروعة التي ترجع لعام 2010، في منتصف الليل، هرب اللصوص وبحوزتهم قطعة كبيرة سطوا عليها من مسجد "قاني باي"، وهي تحديدًا المنبر الذي كان الإمام يؤم المصلين من فوقه، لافتةً إلى عدم القبض على اللصوص حتى الآن.
الكباب اللذيذ
أما مفتش الآثار، الذي رفض الكشف عن اسمه، فأكد للموقع إن الكارثة ليست متمركزة في القاهرة؛ بل تمتد مثل تلك الكوارث من سيناء جنوبًا إلى الأقصر ثم إلى أماكن مثل بنها في المنتصف.
وأبرز المفتش عملية اكتشاف الآثار اليونانية والرومانية في بنها قديمًا في السبعينات، قائلا: "بمجرد أن اكتشافها تقريبًا، تم توقيع الأوراق وفقدت وزارة الأوقاف اختصاصها على الموقع، وفي أسرع وقت، انتهى الترخيص للسماح باستخدام المبنى كملعب، وبعد سنواتٍ أثناء الإشراف على العمل هناك، رأيت آثارًا تُستخرج من الأرض".
دور القضاء
أوضح المفتش إنه قابل من يحفر بشكل غير قانوني بحثًا عن القطع الفرعونية، ووقف أمام ذلك فلا يمكنه فرض غرامة أو أن يُوقف أحد، بل كل ما في يده هو الاتصال بالشرطة، وبمجرد تورطهم لا يُعتقل أي شخص، كما أن القانون مليء بالثغرات ويمكن لأي محام أن يُخرج عميله من مثل هذه القضايا.
الترميم المصري
وفي القليوبية، كانت هناك حمامات يونانية رائعة التفاصيل، إلا أن مرورها تحت أيدي الترميم المصري أزال تفاصيلها "الآن لا يظهر ولا تفصيل واحد"، بحسب المفتش.
وأردف: "كما يدفع غياب التدريب البعثات البحثية الأجنبية إلى عدم الثقة "في المفتشين المصريين ولديهم كل الحق"، فلا شك أن هؤلاء الباحثين الأجانب يذكرون أن العمال المصريين هم من تسببوا في الإضرار بقناع توت عنخ آمون في 2014".
تورط مفتشين
وكانت قصص الفساد المرعبة بين كبار المفتشين، وتواطؤ بعضهم مع اللصوص في حالات كثيرة جدًا عملا آخر على ضياع الآثار، وفقًا لـ"هافينجتون بوست".
ونوه المفتش إلى أنه "لا يستطيع أحد البناء إذا لم تتم إزالة القطع الأثرية من الأرض؛ لذا فإن بعض المال إلى جانب وجبة كباب شهية للعشاء، سوف تتكفل بهذه المشكلة".
نهب الآثار
ووجد العلماء في جامعة ألاباما عبر استخدام بيانات الأقمار الصناعية، أن سرقة الآثار زادت أعدادها عن الضعف بين عامي 2009 و2010، ثم تضاعفت مرة أخرى بعد الثورة.
ويعتبر الأساتذة وعلماء الآثار بالجامعة أن معدلات الجريمة "مفزعة بكل بساطة".
وتابع الموقع بأن بعض القطع المسروقة ذهبت إلى أوروبا والولايات المتحدة، لكن كثيرًا من قطع الفن الإسلامي التي عُثر عليها وجد طريقه إلى منطقة الخليج المجاورة، وكان نصيب الأسد منها ضمن مجموعات خاصة في المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، لكن بدون وجود أدلة قوية في متناول اليد، لا تستطيع مصر أن تأمل في استرداد الكنز الذي تم الاتجار به بعيدًا عن الأعين إلى ملاكه الخاصين الجدد.