مخطط أمريكي لإقصاء روسيا عن سوريا.. تسليح القاعدة وداعش بصواريخ وأسلحة مضادة للطائرات.. باحثون: تنفذ سياستها عبر دول الخليج الداعمة للمعارضة المعتدلة
تواصل الولايات المتحدة الأمريكية زعزعتها لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط إذ هدد مسئولون أمريكيون سوريا وحلفائها، خاصةً روسيا، بتسليح دول الخليج العربي للإرهابيين بالصواريخ المضادة للطائرات حال انهيار "وقف إطلاق النار".
ولفتت مجلة "نيو إيسترن أوت لوك" الأمريكية، في تقرير لها للباحث "توني كارتالوكسي"، إلى مقال لوكالة "رويترز" للأنباء بعنوان "مسئولون أمريكيون: الخليج قد يُسلح المتمردين بعد انهيار هدنة سوريا" تحدث خلاله مسئول، رفض الكشف عن هويته، عن احتفاظ واشنطن بأعداد كبيرة من نظم الدفاع الجوي المحمولة لبيعها فيما بعد لحلفائها العرب من أجل تسليح المعارضة المعتدلة بسوريا أثناء محادثاتها مع موسكو.
الطريقة الأفغانية
وبحسب مسئول أمريكي آخر، فإن السعودية تعتقد أنه التخلص من الروس الداعمين للرئيس السوري "بشار الأسد" يكون من خلال تسليح الإرهابيين بأنظمة الدفاع الجوي (صواريخ مضادة للطائرات) مثلما حدث في أفغانستان قبل 30 عامًا.
ونوهت المجلة، بأن طموحات إسقاط الطائرات الروسية والسورية المحلقة في سماء سوريا ليست سعودية الأصل ولكنها سياسة واشنطن، مشيرةً إلى ما أوضحه بحث نشره معهد "بروكينجز" بعنوان: "ماذا تفعل عند فشل احتواء الأزمة السورية؟".
وبحسب "بروكينجز"، فإن الحل من وجهة نظر أمريكا هو استخدام خيارات مختلفة لمناطق حظر الطيران منها قصف وإسقاط الطائرات السورية أو الروسية بعد اتهامها بقصف حي ما، لافتًا إلى حوار السيناتور الأمريكي "جون ماكين" مع شبكة "فوكس نيوز" العام الماضي عندما قال: "علينا القيام بما فعلناه في أفغانستان منذ سنوات، وهو مد المسلحين ما يحتاجوه لقصف الطائرات".
القاعدة وداعش
وأكدت "نيو إيسترن أوت لوك" أن السياسيين الأمريكيين على علم بأن أي أسلحة تُرسل لسوريا، بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات، تقع في أيدي تنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، موضحةً أنهم على علم أيضًا بأن أساطيل شاحنات تويوتا، والذخيرة والمواد الغذائية تقع في أيديهم ليس فقط من خلال إستيلاء الإرهابيين عليها ولكن لانضمام أعضاء المعارضة السورية المعتدلة لصفوف المنظمات الإرهابية فيما بعد.
وأكبر دليل على وصول الأسلحة الأمريكية للإرهابيين هو مقطع فيديو نشره "داعش" عند استيلائه على مدينة "تدمر" يظهر فيه استخدام الإرهابيين لصاروخ BGM-71 TOW المضاد للدبابات ضد قوات النظام السوري.
إرهاب لعقود مقبلة
حذرت المجلة من استخدام الإرهابيين لتلك الأسلحة ضد القوات الأمريكية في والمقاتلات الأوروبية في سوريا والمنطقة بأكملها، هذا بالإضافة إلى احتمالية استهداف الطائرات المدنية في هجمات إرهابية بجميع أنحاء العالم، مرجحةً أن الولايات المتحدة تزرع بذور إرهاب عالمي لعقود مقبلة بإتباع تلك السياسة.
ورأت المجلة أن واشنطن تشعل الصراع السوري بشكل مباشر وغير مباشر عبر حلفائها (دول الخليج)، وهو ما أسفر عن تحويل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى مستنقع للدول الفاشلة والأزمات الإنسانية، مؤكدةً أن فشل روسيا في منع التدخل الأمريكية بليبيا نتج عنه انقسام وتدمير، وأزمة لاجئين يتدفقون إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.