رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والشباب! (4)


بخلاف حكاية ثلاجة الرئيس التي استأثرت باهتمام البعض داخل وأيضا خارج مصر فقد ركز الذين ينتقدون كل شيء انتقاداتهم لمؤتمر الشباب على أمرين.. الأول هو أن الشباب الذي شارك في المؤتمر هم مجموعة منتقاة، ولا تعبر عن جموع شباب مصر كله.. والثاني هو استنكار مشاركة بعض الذين كانوا يجاهرون بمعارضة حكم السيسي للمؤتمر والمشاركة في فعالياته، وكأن المعارضة لحكم تعني مقاطعته ورفض التعامل معه على غرار ما تفعل الجماعات التكفيرية التي تتمادى إلى درجة اعتزال المجتمع كله وليس حكام البلاد.


أما بالنسبة لحكاية أن الثلاثة آلاف شاب هم مجموعة منتقاة من الشباب لا تعبر عن جموع شباب مصر.. وهذا في حد ذاته شيء إيجابي وليس عيبا يمكن أن نرمي المؤتمر به أو ننتقد منظميه عليه.. أليس يا سادة أي عمل سياسي أو اجتماعي هو عمل انتقائي في حد ذاته.. ألا تنتقي الأحزاب السياسية أعضاءها، وألا تنتقي منظمات المجتمع المدني أعضاءها، وألا تنتقي حتى الحركات الاحتجاجية أعضاءها؟

الانتقاد ليس عيبا، بل أنه كان أساس نجاح أهم وأكبر تجربة للعمل السياسي بين الشباب في عصرنا الحديث، وهي تجربة منظمة الشباب في الستينات من القرن الماضي، والتي أفرزت لنا قيادات وكوادر في كل المجالات تمتلك من القدرات والخبرات ما أهلها أن تتميز سواء في صفوف الحكم أو صفوف المعارضة.

وكلنا يعرف ونحن دولة ثلثيها من الشباب أنه من المستحيل جمع كل هؤلاء الشباب في مؤتمر.. ولكن يمكن أن تقدم مقترحاتنا -إذا كان لدينا مقترحات- لتحسين شروط الانتقاء لمثل هذه المؤتمرات.. وربما يكون واحدا من هذه المقترحات عدم الاكتفاء بالمشاهير ونصف المشاهير، وزيادة نسبة الجدد في المؤتمرات المقبلة، خاصة تلك المؤتمرات الشهرية.. ونكمل غدا.
الجريدة الرسمية