رئيس التحرير
عصام كامل

مدني.. الأدب المفقود والاعتذار المرفوض والطرد الواجب!


نبقي أمام ثلاثة احتمالات لا رابع لها.. إما أن الرجل سخيف جدا لا يجيد إلا التنكيت السخيف أيضا، والذي لا يضحك ولا يدفع حتى للابتسام إنما يجر الأسي على صاحبه من فرط الشفقة عليه وعلي عقليته.. وإما الرجل أصيب بلوثة دفعته للهذيان والهرتلة، لدرجة أن اسم رئيسنا يظهر له حتى في الخطب المكتوبة ك"عفركوش ابن بتركوش" في أفلام إسماعيل يس.. أو أن مثل هذه المؤتمرات تكون فرصة "الشقاوة" خارج المملكة بتعاطي مع ما يأخذ العقل..


على كل حال.. لا يصلح الرجل للتنكيت ولا يصلح لرئاسة مثل هذه المنظمة التي تتطلب في العاملين بها التحلي بكل دواعي الحكمة وعفة اللسان وحسن الخلق.. فما بالنا برئيسها؟ وأغلب الظن أن اعتذاره جاء بعد تعنيف من الديوان الملكي السعودي اضطر بعده للاعتذار، حيث يبقي سلطان المملكة على أبنائها رغم أن عمله في منظمة التعاون الإسلامي لا يخضع للحكومة السعودية، وهو أشبه بعمل السيد أحمد أبو الغيط أمينا للجامعة العربية يتمتع فيها بالاستقلالية رغم كونه مصريا!

الآن.. ربما أخطأ وزير التعليم من عدم الانسحاب من القاعة فورا، وهو الحد الأدنى من المنتظر في مثل هذه الحالات، رغم أن كلمته في الجلسة التالية كانت جيدة ومحترمة، وإن كانت مع شخص لا يستحق ذلك أبدا..ولذلك.. وأمام حالة الغضب المصري العارم حتى من معارضين للرئيس السيسي، رفضوا إهانة رئيسهم وبلدهم ولسان حالهم يقول "نحن ننتقده إنما غيرنا لا ولا نقبل ما جري على الإطلاق"، ولذلك فيجب أن تكون النتيجة النهائية لما جري على قدر الخطأ، وعلي مستوى الغضب الذي نعتقد أنه طال قطاعات واسعة من السعوديين، ولذلك فعلي مصر أن تطلب استبعاد إياد مدني- وهذا الاسم أصلا غريب عن الجزيرة العربية- وأن ترشح السعودية دبلوماسيا آخر يكون تعلم الدبلوماسية بحق..

أو أن تجمد مصر عضويتها في المنظمة التي أسستها مصر- حتى لو كان التأسيس في المغرب- بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969.. فلا يصح أن تجتمع مصر مع هذا المنفلت سليط اللسان، تحت سقف منظمة واحدة.. أما احتمال أن يستقيل مدني من تلقاء نفسه فلا نتوقع ذلك، فسوف يقنعه صديقه أردوغان بعكس ذلك..

الاعتذار مرفوض.. وإلا فليكن الاعتذار علنيا متلفزا بالصوت والصورة، وليس اعتذار مكتوبا لا نري فيه ردود أفعاله، وعليه أن يدفع فيه ثمن خطيئته انكسارا أمام الشاشات وأمام العالم!
الجريدة الرسمية