رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «عفونة» بعد عام من الكارثة أكثر أمانا مع القوات المسلحة

فيتو

لم يكن يدرك أهالي قرية «عفونة» والتي تضم 100 منزل بدوي بسيط بمدينة وادي النطرون في البحيرة، والتي تحدها الصحاري من كل مكان، وتبحث دائما عن سبل تدبير الماء للري والشرب، أن أمطارًا فجر ليلة الرابع من نوفمبر 2015، والتي كانوا يظنونها عارضا مستقبل أوديتهم، ما هي إلا «رسل الموت»، تحصد ما يزرعون وتحاصر تلك الأرض التي عمروها، وزرعوا وحصدوا فيها، فتحولت تلك الصحراء التي تبحث عن النعمة "الماء" إلى نقمة بفضل الماء نفسه، بعد أن حاصرتها السيول من كل مكان، فتحولت إلى قرية أشباح.

ساعات يصارع أهل عفونة تلك السيول ويحاولون الهرب منها لكنها من كل مكان، يحاولون الصعود إلى أعلى مبانيهم، ويصرخون ويستنجدون، تتلقفهم أمواجها تارة، وينقذون بعضهم تارة أخرى، قبل أن تنتقل إليهم كل أنواع النجدة، القوات المسلحة والحماية المدنية والجهات التنفيذية، حتى قوات الإنقاذ النهري التي دفعت بقواربها في عملية الإنقاذ، ودفعت المنطقة الشمالية العسكرية بعربات مجهزة لشفط وكسح المياه، لكن إرادة الله النافذة قضت برحيل 16 من الأهالي الذين لقوا حتفهم، في بيوتهم أو تحتها بعد أن جرفتها المياه التي لم يعرف لها مثيل من قبل.

تمر الأيام ويظن الجميع أن الحادثة قد مرت مرور الكرام، حتى يأتي يوم السبت الماضي، ليفاجأ الجميع أن القوات المسلحة عين تسهر ولا تنام، أشرفت على بناء قرية متكاملة جديدة للأهالي المضارين، على مساحة 60 ألف م2 (14 فدانا) أراضى أملاك دولة تم تخصيصها للمشروع لإنشاء 96 منزلًا بمساحة 200م2 لكل منزل وبها سوقين تجاريين على مساحة 460 م2 بواقع 14 محلا تجاريا ومسجد على مساحة 150م2 بتكلفة إجمالية 35 مليون جنيه، أكثر أمانًا وعلى أحدث طراز، تستدعي من الزمن الماضي عاداته البدوية والريفية ومن الحاضر أمانه ومتانته، فأنهت 72 وحدة سكنية من أصل 96 وحدة للمضارين من سيول العام الماضي، كما تم بناء سور حول القرية لحمايتها من أي سيول محتملة.

تفقدها الدكتور أحمد ذكى بدر وزير التنمية المحلية والدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة واللواء أركان حرب محمد الزملوط، قائد المنطقة الشمالية العسكرية، وشاهدوا مع الأهالي المضارين الأعمال النهائية الجارى تنفيذها لإعادة إعمار القرية، في مكان أفضل وأكثر أمانا من سابقتها، حيث تم قبل مرور عام من الكارثة الانتهاء من إنشاء 72 منزلا كمرحلة أولى وجار عمل الأساسات والأعمدة الخراسانية لـ24 منزلا بالمرحلة الثانية للمشروع، الأمر الذي استقبله الأهالي بالفرحة بعد غصة استمرت في القلب قرابة عام على من رحل من أبنائهم.

نظرات الأهالي وهم يرقبون كلمات الحضور، كانت كفيلة بتصوير الأهوال التي رأوها فالفرحة في أعينهم قبل الشتاء، وقبل تكرار الأزمة الممكن حدوثها مرة أخرى، تحمل في طياتها وفي صيحاتهم واستقبالهم لرجال القوات المسلحة والوزراء والمحافظين شكرًا لن ينتهي.
الجريدة الرسمية