وهذه أسباب نجاح مؤتمر الشباب بشرم الشيخ!
كان التناقض سيبدو كبيرا لو ناقش الشباب كل شيء في مؤتمرهم بشرم الشيخ ثم تأتي القرارات فوقية يكلف الرئيس السيسي فيها الحكومة بتنفيذ مقرراته إنما صار الأمر منطقيا بأن يناقش الشباب أغلب قضايا وهموم الوطن ثم يتم تكليفهم هم أنفسهم بمتابعة مقرراته وامتلاك آلية تنفيذها.. وهنا أيضا كان يمكن تكليفهم بما يعطل مهمتهم ويصيبها بالشلل إن ترك الأمر مطلقا إنما تم تكليفهم وفق شروط أربعة هي: أن يكون التكليف ملتزما بحد زمني حتى في أصعب الملفات وأكثرها سخونة مثل ملفي مراجعة أسماء المحبوسين على ذمة عدد من القضايا وكذلك مراجعة قانون التظاهر.. والشرط الثاني لنجاح مهمة الشباب هو وضع آلية لتنفيذ ومتابعة القرارات من خلال تأسيس هيئة منبثقه عن المؤتمر تضمن أولا استمرارية الفكرة وبقائها على درجة حيويتها..والشرط الثالث هو تأكيد الرئيس على أن كل القرارات والمتابعات والاقتراحات والتوصيات تلتزم بالقانون وما يمتلكه الرئيس من صلاحيات.. بينما كان الشرط الرابع هو أن كل ما سيتم برعاية مباشرة من رئاسة الجمهورية وليس من أي جهه أخرى !
لو كان حدث خلاف ما سبق لقلنا إنها احتفالية ومرت.. وإنها عودة لفعاليات الحزب الوطني وحفلات ورحلات جماعة حورس التي اسهها الدكتور عبد المنعم عمارة في الجامعات وقتها..إنما نحن أمام مؤتمر يتم ترتيبه وينعقد بالفعل وينتهي ثم يضمن الراعي له نجاحه واستمراره فاعلا في المستقبل !
على مدى ثلاثة مقالات سابقة تابعنا فيها المؤتمرات بالتحليل وبالرد على الانتقادات الموجهة له توقعنا أن القرارات السابقة ستحدث وأن الرئيس سيضمن نجاح المؤتمر وقلنا إن النيات مخلصة والرغبة حقيقية في ضمان مستقبل جيد وحقيقي لشباب مصر بعد إهمال دام اربعين عاما تقريبا.. واليوم للشباب الحق ليس فقط في الكلام وإنما في الحركة والمتابعة والتنفيذ..
مبروك لمصر ولشبابها نجاح المؤتمر الكبير.