رئيس التحرير
عصام كامل

حمى التنقيب عن الآثار تجتاح الشرقية «تقرير»

فيتو

تشتهر محافظة الشرقية بالكنوز المدفونة في باطن الأرض منذ أن حظيت باهتمام الفراعنة في عهد الأسرتين الـ 21، 22 مما جعلها محط أنظار المئات من لصوص الآثار الباحثين عن الثراء السريع والفاحش والهروب من الفقر، كما جعلها محط أنظار الدجالين والمشعوذين الذين يبيعون الوهم للطامعين.


يقول "عزت. م"، موظف على المعاش ومقيم بمركز أبوكبير: في الشهور القليلة الماضية أصابت حمى التنقيب عن الآثار العشرات من مواطنى المحافظة أصحاب النفوس الضعيفة، بصورة لم تشهدها من قبل، وأصبحت ظاهرة منتشرة نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر وغلاء المعيشة ما دفعهم إلى اللجوء للدجالين والمشعوذين الذين يوهمون العديد منهم بأن منازلهم أو منازل أناس آخرين تحوى داخلها مقبرة فرعونية بها الكثير من الكنوز ويحصلون منهم على مبالغ مالية كبيرة، الأمر الذي أدى إلى عمليات حفر أسفل تلك المنازل نتج عنها تصدع العديد من الأبنية المجاورة ودفع الكثير منهم حياتهم ثمنًا لهذا السراب والبعض الآخر كانت نهايتهم السجن وتشرد أسرهم.

ويضيف محسن الغزازى، طبيب، أنه انتشرت في الآونة الأخيرة أقاويل كثيرة عن التنقيب عن أثار أسفل العديد من المنازل بعدة قرى تابعة للمحافظة منها قرية قنتير، والتي كان يوجد بها تل أثري وعثر على قصر الملك سيتي الأول وبعض الآثار التي تعود للدولة الوسطى وقرية النوافعة بدائرة مركز فاقوس وقرية غيتة التابعة لمركز بلبيس والتي عثر بها من قبل على بعض الآثار الرومانية وقرى الصوة وصفط الحنى التابعة لمركز أبوحماد ومنشأة أبو عمر وصان الحجر والمشاعلة أبوكبير.

فيما أشار علي محسن سمسار أراضٍ، إلى ارتفاع أسعار الأراضى بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، خاصة في القرى التابعة لمراكز أبوحماد وبلبيس والحسينية رغبة من بعض رجال الأعمال ولصوص الآثار في التنقيب عن الآثار في تلك المناطق التي عثر بها من قبل على العديد من المقابر الفرعونية والقطع الأثرية.

وبسؤال مصدر مسئول بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أكد أن معدلات قضايا التنقيب عن الآثار أسفل المنازل بمحافظة الشرقية زادت بصورة مفزعة، حيث تم تحرير نحو 426 قضية تنقيب عن الآثار خلال الست سنوات الأخيرة فقط بمعدل 65 قضية سنويا، فيما كان في السابق 12 قضية فقط، بحسب قوله.

وأكد مصدر أمني بمديرية الشرقية أن أجهزة البحث الجنائي بالتنسيق مع شرطة السياحة والأثار نجحت في ضبط أكثر من 23 قضية تنقيب عن الآثار خلال الشهور الماضية في عدد من مدن ومراكز وقرى المحافظة منها ضبط كمية من الشواهد الأثرية بمنزل شخصين أثناء قيامهما بالتنقيب عن الآثار بأماكن خاضعة لهيئة الآثار، بالاشتراك مع 5 آخرين بقرية المشاعلة التابعة لمركز أبوكبير، و3 أشخاص أثناء تنقيبهم عن الآثار بدائرة قسم ثان الزقازيق وضبط سائق توك توك و5 آخرين أثناء تنقيبهم عن الآثار في أحد منازل قرية النوافعة، والقبض على 6 أشخاص أثناء محاولتهم الحفر والتنقيب عن الآثار بمسكنهم بعزبة الكثرية التابعة لقرية النوافعة، و9 أشخاص أثناء قيامهم بالتنقيب عن الآثار بمركز فاقوس، كما تم ضبط فلاح لقيامه بالتنقيب عن الآثار داخل منزله بقرية خلوة دبوس التابعة لمركز ههيا، بخلاف ضبط العشرات من القطع الأثرية بحوزة عصابات مسلحة ومهربين.
الجريدة الرسمية