رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. بحر البقر سوريا: ماتو التلامذة والقاتل مجهول

فيتو

بهدوء أعصاب وبيان معتاد أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، في وقت سابق عن مقتل 22 طفلا و6 مدرسين بغارات جوية استهدفت المدرسة في ريف إدلب.


الخبر العابر الذي تناقلته وسائل الإعلام العربية والدولية مصحوبا بمجموعة صور، استغله القادة كالعادة في إصدار بيانات التهديد، في مشهد يعيد الذاكرة لواقعة "مدرسة بحر البقر" في مصر، عندما قتل العدوان الإسرائيلى التلاميذ بدم بارد دون محاسبة على جريمته المروعة حتى الآن.

الواقعة المروعة في "بحر البقر سوريا" التي وقعت بريف أدلب، استغلها القطبين الكبيرين –أمريكا وروسيا- في العراك السياسي بينها، وألقى كل منهم على الآخر التهمة بدون ذكر أسماء.

المسئول مجهول
وقال البيت الأبيض، اليوم الخميس، إنه لا يعرف من المسئول بالضبط عن الغارة التي استهدفت المدرسة في إدلب السورية، ولكنه رغم ذلك ألقى باللائمة على موسكو ودمشق.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست للصحفيين: "نحن لا نعرف من وجه الضربة، هل هو نظام الأسد أم روسيا.. لكننا نعرف أنه واحد منهما هو الفاعل".

وأضاف أرنست: "نحن نعلم أن المدرسة تعرضت لضربة، أي تفسير أو عذر هنا غير مقبول".

وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض أنه "حتى لو كان الفاعل هو النظام السوري فهو يحظى بدعم روسي".

صور مفبركة
من جهته أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيجور كوناشنكوف أن الوزارة قامت بتحليل دقيق لمعطيات كل وسائط المراقبة الموضوعية للمجال الجوي السوري.

وأوضح أن الهدف من ذلك كان التحقق من معلومات "اليونيسيف" حول الضربة الجوية للمدرسة بقرية حاس محافظة إدلب التي راح ضحيتها أكثر من 20 طفلا.

وشدد الجنرال على أنه لم تحلق أي طائرة روسية يوم الأربعاء، فوق المنطقة المذكورة.

وقال: "هذا واقع مطلق، لقد قمنا بتحليل الصور الفوتوغرافية وشرائط الفيديو التي نشرتها بعض وسائل الإعلام وزعمت أنها تشهد على تدمير المدرسة، وتبين أن هذه المواد ليست إلا عبارة عن تركيب (مونتاج) لعدد من المقاطع التي صورت بعدسات مختلفة الدقة وفي أوقات زمنية مختلفة من اليوم.

وذكر أنه في الصورة التي نشرتها وكالة "فرانس برس" بدا واضحا أن الدمار أصاب فقط أحد جدران المدرسة، فيما بقيت كل المقاعد في الصف في مكانها، وعلاوة على ذلك، من خلال الثقب في الجدار نشاهد بوضوح أن السياج وردي اللون سليم ولم يصب حتى بشظايا، هذا الأمر من حيث المبدأ مستحيل عند انفجار الذخائر الجوية، فقد كان يجب أن يكون السور وجميع الحيطان مدمرة مع وجود الشظايا في كل مكان، ولكان الأثاث كله منجرف بسبب الموجة الضاربة للتفجير.

ونوه بأن طائرة من دون طيار روسية صورت اليوم المدرسة من الجو وتبين من الصور عدم وجود أي أضرار في سطح المدرسة وعدم وجود حفر في الباحة، وهو أمر حتمي عند انفجار القنابل الجوية.

مون يتخلى عن القلق
في ذات السياق طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم، بفتح تحقيق فوري في قصف المدرسة بقرية حاس في ريف إدلب شمالي غرب سوريا، الذي راح ضحيته 22 طفلا.

ونقل ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، عن بان قوله إنه "إذا كان هذا الهجوم متعمدا فإنه يرقى إلى جريمة حرب"، مشيرا إلى أن "استمرار هذه الأعمال المروعة يعود إلى أن مرتكبيها، إن كانوا في أروقة السلطة أو من المعارضين، لا يخشون العدالة".

وأضاف بان أنه "يجب علينا تخليصهم من هذا الوهم".

وقال دوجاريك إن "الحكومة السورية تتحمل المسئولية الأساسية"، مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك "خيارات أخرى" مثل مجلس الأمن أو الإحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية صاحبة الاختصاص في حالة وقوع جريمة حرب.

اتهام أمريكا
مع تصاعد الأزمة، خرج الجنرال إيجور كوناشنكوف المتحدث باسم الدفاع الروسية، بتصريح مثير للجدل متهما أمريكا بتنفذ المجرزة، بقوله: إن وسائل المراقبة الموضوعية الروسية رصدت وجود طائرة من دون طيار أمريكية تستخدم للقصف والاستطلاع وهي تحلق فوق إدلب وقت الضربة المزعومة ضد مدرسة حاس.

وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية كوناشنكوف إن الطائرة الأمريكية من طراز MQ-1B "بريداتور".

الجريدة الرسمية