نيكولاس مادورو.. آخر ضحايا باراك أوباما
لم يرغب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "باراك أوباما" أن يغادر البيت الأبيض ونقطة على كوكب الأرض تنعم بالسلام، والهدوء والاستقرار؛ فقرر أن يكون آخر ضحاياه من قارة أمريكا الجنوبية.
وكانت اضطرابات ومظاهرات اندلعت في "فنزويلا" منذ أيام، حيث نجحت المعارضة في فنزويلا، أمس الأربعاء، في تنظيم مظاهرات كبيرة ضد الرئيس نيكولاس مادورو ودعت إلى إضراب عام، فيما قالت وزارة الداخلية إن شرطيا قتل بطلق ناري أثناء المظاهرات وأصيب ضابطان آخران.
وتتشابه الأحداث الجارية حاليًا في فنزويلا مع ما شهدته مصر قبل وبعد ثورة 25 يناير، إذ دعت المعارضة أيضًا إلى إضراب عام في البلاد غدًا الجمعة، كما دعت إلى تنظيم "مسيرة سلمية" في الثالث من نوفمبر المقبل باتجاه قصر ميرافلوريس الرئاسي.
كلاكيت تاني مرة
كلها خطوات ودعوات مدروسة مر بها الشعب المصري وظهرت أقاويل وآراء بعد ذلك تؤكد أنها خطة أمريكية لتمكين جماعة الإخوان وتحقيق مطامعها في المنطقة.
وتأتي المظاهرات الفنزويلية لحشد تأييد شعبي بعد تصويت البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة الثلاثاء الماضي لصالح بدء إجراء ضد مادورو "للنظر في مسؤوليته الجنائية والسياسية والتقصير في أداء واجبه".
وكان الجيش الفنزويلي قد وعد، الثلاثاء الماضي، قبل تصويت البرلمان بـ حماية المشروع الاشتراكي وحكومة مادورو الشرعية، ولكن على مستوى الشارع الفنزويلي، شهدت محاولات المعارضة للتعبئة نجاحا متفاوتا، وبدأت عزيمة السكان تفتر خشية حصول تجاوزات عنيفة وأعمال قمع.
تدخل أمريكي
أما "مادورو" نفسه، فوصف ما يحدث بأنه "انقلاب برلماني"، متعهدًا بمنع الانقلاب على نظامه ومواجهة التدخل الأمريكي في شئون بلاده وداعيًا المعارضة إلى الجلوس حول طاولة الحوار.
ومن المفارقات، أنه أعلن استعداده لفعل كل شيء ضروري من أجل هذا الشعب ومن أجل الدفاع عن حقه في العيش والسلام والسعادة، رغم فضح الصحف العالمية سياساته الاقتصادية التي تسببت في أزمة غذائية دفعت الشعب للهجوم ذات مرة على شاحنة على الطريق السريع تحمل دجاج حي داخل أقفاص، أكتوبر الجاري.
لغز النفط
ومن المحتمل أن تكون الولايات المتحدة هي العقل المدبر لتلك الاحتجاجات، فيرى الكثيرون وحتى الرئيس الفنزويلي أن واشنطن تقود حربًا اقتصادية ضد بلاده، مستخدمة فيها أسعار النفط، وذلك لمنع اقتصاد هذه الدولة اللاتينية من الخروج من الأزمة التي تعصف بها.
وبحسب "مادورو" فإن جزءًا من خطة واشنطن يكمن في الحد من أنشطة الشركات الأمريكية في فنزويلا والتلاعب بأسعار النفط في الأسواق العالمية.
يُذكر أن فنزويلا تعيش مرحلة حرجة على خلفية نقص السلع وارتفاع معدلات التضخم وتراجع إيرادات الدولة بسبب هبوط أسعار النفط، التي تشكل المورد الأساسي لهذا البلد.