انت معارض ليه.. أهو غلاسة كده!
"أحلام الشباب وطموحاتهم في دولة العدل والكرامة والحرية أهدرت بسبب سياسات الحكم الحالي".. كانت هذه هي مقدمة بيان أحزاب تحالف التيار الديمقراطي المدني، الذي أعلنوا فيه رفضهم المشاركة في المؤتمر الوطني الأول للشباب والتي انطلقت فعالياته أمس الأول الثلاثاء بمدينة شرم الشيخ.
التحالف التيار الديمقراطي الذي يضم أحزاب «الكرامة والتحالف الشعبي الاشتراكي والدستور ومصر الحرية والتيار الشعبي»، يصفها الكثيرون من المحللين بالأحزاب الكرتونية التي ليس لها أي وجود في الشارع المصري، لذا فموقفهم الرافض المشاركة في نظر البعض لن يكون له تأثير فى انعقاد المؤتمر وحضور الشباب.
بالتأكيد عدم مشاركة شباب أحزاب التيار الديمقراطي لن تؤثر فى سير المؤتمر أو تناوله في وسائل الإعلام والتي وصفته بأول حديث من نوعه بين رئيس جمهورية والشباب في مصر، متناسين اجتماعات التنظيم الطليعي في عهد جمال عبد الناصر أو لقاءات أنور السادات مع شباب الجامعات أو حتى لقاءات مبارك مع الشباب تحت مظلة جيل المستقبل.
لكن وحديثي موجه إلى أحزاب التيار الديمقراطي المدني وقياداته الشابة، أين هو حقنا عليكم بأن تكونوا ممثلين لنا ولقاعدة عريضة من شباب مصر الرافضين لسياسات النظام والناقمين على الأوضاع التي تمر بها البلاد، أين حقنا عليكم في أن تتبنوا خطابنا وتتحدثوا بلساننا في مثل تلك المؤتمرات التي لا نسمع فيها غير صوت واحد.. صوت تأييد النظام وسياساته.
حتى وإن كان صوتكم في مثل تلك المحافل لا يصل إلا لآذان المعارضين أمثالنا في وقت صمت آذان من يحكم أو مؤيديه عن سماع الحقيقة، يجب أن تتواجدوا وتعارضوا وتطرحوا مشاكلنا ورؤيتنا، يجب أن توجدوا للحفاظ على تلك الكتلة المعارضة في هذه المرحلة لحين زيادة عددها في مرحلة لاحقة.
لماذا لم تذهبوا وتتحدثوا في حضرة رئيس الجمهورية عن الشباب القابع في السجون مثلما فعل أسامة الغزالي حرب أو عن ضرورة تعديل قانون التظاهر أو عن جدوى المشروعات القومية في وقت تمر به البلاد بأزمة اقتصادية طاحنة، لماذا تحرموننا من تلك الانتصارات الصغيرة.
وجودكم في مثل تلك الفعاليات تحمي فكرة المعارضة نفسها من الانقراض وسط هذا التيار الهادر من التأييد والنفاق.
أنتم خذلتم قطاع عريض من الشباب عندما اتخذتم قرار المقاطعة، والاكتفاء بالكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل حصد اللايكات والشير، مدعين البطولة ولا أجد أي بطولة في ذلك ولكن كل ما أراه هو خوف وانهزام وعدم قدرة منكم على القيام بدور كنا نظن أنكم أهل له.
لا تعارضوا من أجل المعارضة ولا تقاطعوا من أجل المقاطعة، قاتلوا من أجلنا أو اتركوا المجال لغيركم ممن يملك قدرة المواجهة، وسيأتي شخص يسألني أوصل بك الحال لتعارض المعارضة؟ وسيكون ردي "أهو غلاسة كده".