تجربة (كيكى) درس للباحثين عن النجاح!
في البداية أعتذر لجهلى الشديد بحضرتها، لم أكُن في حالة ثقافية لائقة، ولم أمتلك الوعى المُناسب للتعرُّف على جناب الكلبة الخاصة بالفنانة (نوال الزُغبى) من قبل، وقد شاء الحظ أن أتعرَّف بها بلا مجهود من جانبى لتنمية ثقافتى أو رفع نسبة ذكائى، وهكذا الدُنيا يا عزيزى قد تمنح لمَن لا يستحقون- مثلى- ما لم ينتظروه أو يهتموا به أصلًا، بينما هو- ذلك المنح- يُشكِّل حلمًا وغاية بالنسبة لآخرين!
المُهم يا سيدى وجدت نفسى وجهًا لوجه مع مُتابعة أخبار الست (كيكى) وهو اسم الكلبة الناجحة التي قد تكون آى نعم وُلِدَت وفى فمها عظمة ذهب، وتربت وترعرعت بحِس فنى ورقة وجمال بالغين على أنغام مين حبيبى أنا ردى عليا وقول، وطول عُمرى بحلم يا غالى، بسبب نشأتها في بيت فنى جميل ولذيذ وطِعِم صاحبته هي (نوال الزُغبى) شخصيًا، وذلك بعدما صادفت قراءة أخبارها- (كيكى) لا (نوال)- التي انتشرت مؤخرًا على المواقع بعدما وصل عدد مُتابعى الست(كيكى) على موقع انستجرام الشهير لعشرة آلاف مُتابع، وفى الواقع هي قصة نجاح يحسدها عليها الكثير من الناس خاصةً المُختصين بالتدوين الإلكترونى واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى مثل المذكور ومعه فيس بوك وتويتر كمان، إذ أنه من الواضح عدم اكتفائها بنشأتها الأرستقراطية لكنها اعتمدت على نفسها لتُحقق نجاحًا مُميزًا كمان!
ولقد اضطررت لإجراء مُقارنة سريعة بين(كيكى) وبعض الساعين لتحقيق الشهرة أو الزعامة لا سيما على هذا العالم الافتراضى الخاص بالأسلاك والشاشات وإنترنت الواى فاى أو الباقة على حدٍ سواء اللى هي تفتح وتكتب كلمتين وتقفل بسُرعة علشان الشهر لسَّة طويل، وإنت أكيد مش هتشحن كُل يوم، المُهم أن المُقارنة جاءت في صالح (كيكى) التي حققت نجاحًا مُبهرًا لدى مُتابعيها والمُعجبين بها، لا سيما إذا ماقورنت بواحد من اللى قاعدين على تويتر يرصُّوا في أي كلام فارغ يبدو في مظهره عميق ومثقف وسياسي ملوش حَل ويستاهل جايزة نوبل تانى، بينما هو قمة التفاهة والفراغ النفسى والعاطفى لواحد يُعانى من أعراض الزمن والناس عنه وعن تويتاته لدرجة أن(كيكى) عندها مُتابعون أكتر منه، رغم جهوده الحثيثة للوصول لنُص نجاحها بلا طائل، رغم تركه للباقة مفتوحة ليل ونهار!
وقد يقول قائل إن ما تُقدمه (كيكى) على حسابها في انستجرام لا يُمكن أن يُقارَن بما يُقدمه (بربر) على حسابه في تويتر، و(بربر) هو اسم دلع عشوائى مثل مئات من أسماء الدلع في بلدنا على غرار (ترتر) و(سمسم) و(البوب) مثلًا!
لكن في الواقع فإن ما تُقدمه (كيكى) فعلًا مُختلف لأنه أكثر عُمقًا مما يُقدمه (بربر) لأنها حقًا تقوم بتسطيح الأمور لدرجة التهييف دون أن تنكر هذا، ودون أن تتنكَّر كمان في هيئة الدلاى (لاما) في حكمته وألوهيته وإعراضه عن العالم الفانى ابن ستين كلب، الذي لا يستحق منه أكثر من تويتة تُشبه التفَّة، أما ما يُقدمه (بربر) من موقعه فوق جبال التبت أو الألب فلا فارق، فهو أكثر عُمقًا في التفاهة لأنه ببساطة يتمثَّل في قلب كُل الحقائق والثوابت واللعب على وتر اتهرى وشبع ترهُّل مُنذ سبع سنوات، وهو محاولة دفع شباب طائش أحمق لصدام وصراع صفرى مع جيش بلدهم، الذي يتساوى دائمًا في كُل تويتاته أو بصقاته الإلكترونية مع الإرهابيين وعصابات قُطاع الطرق وحرامية الغسيل!
وهل يُمكن لعاقل أن يساوى بين جيش بلده، وبين هؤلاء الأنطاع الرخاص من بقايا الحرب والمرتزقة ومجانين الدماء؟ بالتأكيد لأ، فهل اقتنعت يا عزيزى أن المحتوى الذي تُقدمه (كيكى) على الإنترنت أفضل من المحتوى الذي نتلقاه بامتعاض من (بربر)؟ على الأقل هي لم تتحدث أو بالأحرى لم تهوهو فيما لا تفهمه، ولم تقلب الحقائق والمفاهيم والمبادئ والأخلاقيات والثوابت، ولم تسع لهدمها مثلما يفعل هو، باختصار هو لا منه ولا كفاية شره، أما هي فإن لم يكُن منها فيكفى أنها كفت شرَّها، وياريته يتعلِّم منها علشان يفلَح!