رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو والصور.. تجهيزات قاعة الافتتاح الجزئي لمتحف الحضارة

فيتو

أسابيع قليلة تفصلنا عن الافتتاح الجزئي للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، الحلم الذي طال انتظاره طوال مايقرب من 35 عامًا مضت، بتكلفة تصل إلى نحو 700 مليون جنيه، بقاعة مساحتها 1000 متر وتضم نحو 400 قطعة أثرية، وتم اختيار 350 قطعة منهم حتى الآن، وتم نقل 80 قطعة منهم إلى مخزن المتحف.


وأجرت «فيتو» جولة داخل المتحف، لتصوير التجهيزات النهائية لقاعة الافتتاح الجزئي للمتحف المقرر له نهاية العام الحالي، وانتقلت عدسة «فيتو» إلى مبنى المتحف، برفقة معتز الحسيني، المسئول الإعلامي بالمتحف، لارتباط المهندس محروس سعيد، المشرف العام على المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط بأحد اللجان خارج مبنى المتحف.

وتفقدت عدسة «فيتو» قاعة الافتتاح الجزئي بمرافقة الفريق الأجنبي القائم على تركيب وتجهيز "فتارين"، عرض القطع الأثرية، لمدة أكثر من ساعتين داخل القاعة، وتم التعرف على كيفية تركيب الفتارين المستوردة من الخارج، ومدى الجهد الذي يبذله هذا الفريق بالتعاون مع القائمين على إدارة المتحف لسرعة الانتهاء من تجهيز القاعة للبدء في أعداد سيناريو العرض بعد تأمين القاعة بالكامل بأحدث وسائل الترميم.

والقاعة عبارة عن طابقين بسقف واحد حيث يستطيع الزائر مشاهدة جميع محتوىات القاعة من أعلى، وتحتوي على مجموعة من الفتارين الزجاجية في الطابق الأرضي، وكذلك بعض الفتارين في الطابق العلوي الذي يشبه "الشرفة" التي تشبه حرف "l" يمكن الصعود إليها من جهة اليسار.

ومن جانبه، قال المهندس محروس سعيد، المشرف العام على المتحف القومي للحضارة، إنه سيتم الانتهاء من تجهيز القاعة بعد شهر من الآن على أكثر تقدير للبدء من تأمين القاعة، وأعداد سيناريو العرض تمهيدًا للافتتاح الجزئي للمتحف نهاية العام الحالي، حسب تعليمات وزير الآثار.

يذكر أن متحف الحضارة يطل على بحيرة عين الصيرة بالفسطاط بمصر القديمة، وهو قريب من مجمع الأديان، وفي رسالة واضحة بأن حضارة مصر تستوعب كل الأديان، وتبلغ المساحة الإجمالية لمتحف الحضارة 33 فدانًا، وفي المستقبل القريب سيصبح 70 فدانًا، وسيضم المتحف قطعًا أثرية وفنية تغطي الحقب التاريخية لمصر من فجر حضارتها، وحتى العصر الحديثة والمعاصرة؛ لأن هدف المتحف الرئيسي هو الهوية المصرية المرتبطة بالإنسان المصري ونهر النيل، واختراع الدولة والمنجزات الحضارية، ويحاكي متحف الحضارة متاحف عالمية وقد يفوقها في الإمكانيات وأحدث ما وصلت له تقنيات العرض المتحفي العالم.

ترجع فكرة إنشاء المتحف القومي للحضارة المصرية إلى عام 1978، حيث تبنت منظمة اليونسكو من خلال صندوق إنقاذ آثار النوبة مشروعين متحفيين الأول هو متحف النوبة بأسوان، والذي افتتح عام 1997 والثاني هو المتحف القومي للحضارة المصرية، وكان متحف الحضارة مقررًا له أن يكون في أرض المعارض بالجزيرة؛ ولكن وجد أن الأرض غير كافية لاستيعاب الفكرة، وفي عام 1998 تم اختيار مكان آخر وهو المكان الحالي في الفسطاط، وفي عام 2000 خصصت محافظة القاهرة الأرض لبناء المتحف وهي أرض تبلغ مساحتها أكثر من 13 ألف متر مربع.

وجد الخبراء في الموقع الجديد مقومات مكانية وخصوصية تاريخية، وتتمثل المقومات المكانية في موقع المتحف والذي يحيط به معالم أثرية وتاريخية، وهي جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة ومعبد بن عزرا وكنيسة أبي سرجة، ومن على بعد يمكن للزائر أن يرى سور مجرى العيون وقلعة صلاح الدين وجامع الجيوشي وقبتي الإمامين الشافعي والليثي.

وبالتالي فالمتحف يتوسط أماكن تجمع الأديان الثلاثة وآثار إسلامية ذات تاريخ عريق، أما الخصوصية التاريخية للمتحف فتتمثل في الأرض التي يقام عليها المتحف، وهي أرض مدينة الفسطاط أولى المدن التي بنيت في مصر عقب الفتح الإسلامي لها كما تم العثور على آثار تمثل الآن جزءا من العرض الأثري الخارجي للمتحف، وهي مصبغة أثرية من العصر الإسلامي.

يتكون المتحف من مبني الاستقبال وقاعات المتحف واثنين من الجراجات أحدهما للحافلات والآخر للسيارات واللاندسكيب الذي يجعل للمتحف رؤية جمالية ومكانا مكشوفا يمكن أن ترى القلعة والآثار الإسلامية والأهرامات من على بعد.

ويضم مبنى الاستقبال ثلاثة أدوار ويضم الدور الأول مركزًا تجاريًا به 38 محلًا ودارًا للسينما تسع 332 مقعدًا، وفي الدور الثاني قاعة للمحاضرات تسع 200 مقعد وقاعة كبيرة للمؤتمرات وخمسة فصول تعليمية للأطفال ومطعمًا وكافيتريا، ويضم الدور الثالث مسرح به 500 مقعد ومطعم للوجبات الخفيفة ومتجرًا لبيع الهدايا التذكارية ومركزًا للاستعلامات وجناحًا لكبار الزوار وكتبًا لبيع تذاكر دخول المتحف.

ويتكون مبنى المتحف من البدروم والدور الأول الذي يضم المباني الخدمية المتحفية، والدور الثالث الذي يضم قاعات المتحف، ويضم البدروم مخازن الآثار المصممة على أحد الطرز العالمية في تخزين الآثار بأسلوب علمي ومزودة بنظم التحكم في درجات الحرارة والرطوبة ومزودة بأحدث النظم الإلكترونية في التأمين ومكافحة الحريق، والجميل أن طرق الإطفاء منوعة بتنوع مادة الأثر حيث يستخدم الإطفاء بالضباب المائي للآثار غير العضوية وغاز الإنرجين المخمد للآثار العضوية وهي طرق لا تؤثر على الآثار.

وخصصت مخازن بأنواع الأثر أي مخازن للمومياوات وخازن للحلى والمجوهرات ومخازن للآثار الخشبية ومخازن للآثار الحجرية، كما يوجد في البدروم مخازن للصيانة وورش العمل، والتي أقيمت لتكون مركزًا للتدريب على الصيانة والترميم في مصر وأفريقيا والشرق الأوسط، كما يضم أيضًا مركزًا للطبعة والنشر والذي يلحق به مطبعة بأحدث تقنيات الطباعة، واستوديو لتصوير الآثار، وورش تجهيز وإعداد العرض المتحفي.

وفي الدور الأول يوجد المباني الخدمية في المتحف وبه منطقة استقبال الآثار وهي المنطقة التي تحكم دخول الآثار إلى قاعات المتحف ويتم بها التغليف وفض تغليف الأثر وتسجيله وتصويره وتبخير وتعقيم الآثار العضوية المصابة بالحشرات والبكتريا، ويضم الدور الأول المركز الدولي للتدريب وهو الذي يدرب الأثريين على الترميم والصيانة وعلوم المتاحف، كما يضم هذا الدور مركز التوثيق الأثري والمعلومات، وأيضا إدارة المتحف وكاتب الأمناء.

ويضم الدور الثاني صالات العرض المتحفي الدائم والمؤقت، وينقسم سيناريو العرض المتحفي إلى ثلاثة أقسام، يقع القسم الأول في قلب المتحف وتضم القطع الأثرية التي تبرز أهم إنجازات الحضارة المصرية زمنيًا من خلال العصور الثمانية، وهي عصر ما قبل التاريخ والعصر العتيق والعصر الفرعوني والعصر اليوناني الروماني والعصر القبطي والعصر الإسلامي والعصر الحديث والعصر المعاصر، ويضم القسم الثاني من سيناريو العرض المتحفي الموضوعات الستة: فجر الحضارة، والنيل، والكتابة والعلوم، والثقافة المادية، الدولة والمجتمع، العقائد والفكر"، ويضم القسم الثالث من سيناريو العرض المتحفي عرضى لمومياوات ملوك وملكات مصر بطريقة تليق بمكانتهم.


الجريدة الرسمية