أب يقتل ابنه.. ويعترف: «ضربني فدافعت عن نفسي وقتلته ودفنته في مصطبة المنزل.. التف حول أصحاب السوء وشرب حشيش ولم يسمع كلامي.. حاولت أعلمه صنعة ودخل السجن بتهمة السرقة»
تجرد "عبدالله" من مشاعر الأبوة، وهشّم رأس نجله بآلة حادة، ووقع على الأرض غارقا في دمائه، وحاول التخلص من جثته، ففكر في خطة شيطانية بوضع جثمانه داخل مصطبة أسمنتية صنعها في شقته لإخفاء معالم جريمته، وذلك بالبدرشين بمحافظة الجيزة.
بداية الحكاية
قصة مؤلمة يرويها "عبدالله.ا" الأب المتهم، أمام المستشار محمود حسن مدير نيابة البدرشين، وهو يبكى نادما على قتل نجله، مؤكدا أنه فاض به الكيل وكان يحول تأديبه، مضيفا: "عشت مع زوجتي و3 أطفال في عقار مكون من طابق واحد، في جو يسوده الألفة والطمأنينة، وأجري على تربية أولادى، وأمتلك محل حلاقة بمنطقة المرازيق في البدرشين، وأكسب قوت يومى من عرق جبيني".
أصدقاء السوء
وتابع: "كبُر نجلي الأكبر وكبرت معه مشكلاته، فلم يهتم بالتعليم، وحاولت تعليمه صنعة ليواجه بها أعباء الحياة ويكون سندا لوالديه ولأشقائه، ولكنه التف حول أصدقاء السوء الذين علموه شرب المخدرات، حتى بدأ يسرق الأموال لشراء هذه السموم، وأخذ السرقة كحرفة حتى تم سجنه في إحدى القضايا، وخرج من السجن بوصمة عار "مسجل سرقات"، وحاولت بشتى الطرق إبعاده عن طريق الحرام لكن لم أفلح، فاستعوضت الله فيه".
وأضاف الأب المتهم بقتل ابنه: "توالت المشكلات والمشادات بينى وبينه، لم يكتف بسرقتى وسرقة الجيران، فكان بعضهم يتنازل عن تحرير محضر مقابل رد أموالهم ودفع ما سرقه منهم، لكن امتد طريقه إلى سرقة المارة، وأصبح السجن ملجأ وملاذا له، وبعد خروجه من السجن بأيام جلست معه والدته لتحدثه عن حياته الجحيم، وسمعة أشقائه في محاولة منها لرده عن طريق الحرام، والوقوف بجانب والده، ومنعته من الخروج فشتمها، ودفعها لتسقط على الأرض تصرخ، فقامت ابنتها بمساعدتها لتقف على رجليها إلا أنها لم تستطع حيث كسرت قدمها، ورقدت في الفراش لتلقى العلاج.
وقت الواقعة
وأضاف المتهم: "في يوم الواقعة سمعته يدخل المنزل في وقت متأخر، ويغني ويخرج من فمه رائحة خمور وحشيش، وعندما منعته من الدخول تعدى على بالضرب، فحاولت الدفاع عن نفسي فوجدت بجوارى آلة حادة "كوريك"، فأمسكت به وضربته على رأسه فسقط على الأرض وفقد الوعى، ووجدته قاطعا النفس، وانتهزت فرصة وقوعه فكبلت يديه ورجليه وقررت التخلص منه ومن مشكلاته إلى الأبد، فحفرت له حفرة بالمنزل ودفنته بها، وأحضرت أسمنت وصنعت مصطبة أسمنتية لإخفاء معالم الجريمة، وخرجت لممارسة عملى بشكل طبيعي".
إبلاغ الشرطة
وأكمل: "بعد مرور أيام على الواقعة خرجت رائحة كريهة وصلت إلى الجيران، وعندما سألونى أنكرت، ولم أهتم لكلامهم، بعدها سمعت من الجيران بأن شخصا أبلغ الشرطة".
انتقال المباحث
على الفور انتقلت قوة من مباحث مركز شرطة البدرشين، وبالبحث تبين أن الرائحة تخرج من داخل منزل "عبدالله الحلاق" وبالفحص عثروا على الكتلة الأسمنتية داخل المنزل، وبالحفر عثروا على جثة نجله "أحمد" بملابسه كاملة وموثوق اليدين والقدمين بجنزير حديدي مغلق بقفل، وبه جرح غائر بفروة الرأس وفي حالة انتفاخ.
إنكار الجريمة
أنكر والده في بداية الأمر علمه بالجريمة، لكنه انهار أمام رجال المباحث معترفا بجريمته، فتحرر محضر بالواقعة رقم 5897 - 2016، وتولت النيابة العامة التحقيقات، وأمرت نيابة البدرشين برئاسة المستشار محمود حسن، مدير النيابة، بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل نجله ودفنه داخل "مصطبة" بالشقة التي يقيم بها بمنطقة المرازيق.
