التكنولوجيا تخترق حصون «الشرف» في العالم العربي.. «بي بي سي» تبرز قصة فيديو رقص غدير أحمد.. ناشطة: الصور العارية تعني موت صاحبتها.. وحدة خاصة لملاحقة المبتزين بالسعودية
سلطت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» الضوء، في تحقيق جديد لها، على تلاقي تكنولوحيا العصر الحديث بمفاهيم الشرف والعار في دول شمال أفريقيا، والشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وبحسب الإذاعة، فإن التحقيق الذي أعده الصحفي دانيال سيلاس إدامسون، وجد أن آلاف الفتيات والنساء في مجتمعات شمال أفريقيا والشرق الأوسط يتعرضن للفضيحة والابتزاز بصورهن الخاصة، والتي قد تكون في بعض الأحيان صورًا جنسية محرجة.
علاقة عاطفية
واستشهد «دانيال» بقصة الناشطة الحقوقية غدير أحمد، التي بدأت عام 2009 عندما أرسلت لصديقها مقطع فيديو، وهى ترقص في منزل صديقتها، منوهًا بأن محتوى الفيديو لم يكن إباحيًا ولكنها كانت ترتدي فستانًا كاشفًا.
وبعد 3 سنوات، انتقم منها صديقها بعد انتهاء علاقتهما العاطفية بنشر مقطع الفيديو على موقع «يوتيوب»، وأصيبت «غدير» بصدمة لإدراكها عدم قبول أسرتها وجيرانها بتلك الفضيحة. وبعد ذلك شاركت «غدير» في ثورة 25 يناير دون حجابها وبدأت تتحدث عن حقوق المرأة.
وأبرز «دانيال» مشاركة «غدير» لمقطع الفيديو على صفحتها بموقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي تنديدًا باستغلال جسد المرأة، واصفها بأكثر نساء العرب صراحةً ووصف موقفها أيضًا بغير العادي.
إذلال للفتاة
ونقلت الإذاعة عن الناشطة في مجال حقوق المرأة في الأردن «إنعام آل أشا»: «ثقافة الغرب مختلفة عنا. فالصورة العارية هناك تذل الفتاة فقط، لكن في مجتمعاتنا تؤدي للموت وإذا لم تمت، فسوف تنتهي حياتها الاجتماعية والمهنية».
ونوهت «بي بي سي» بأن معظم حالات الاعتداء بهذا الشكل لا يُبلغ عنها، لأن نفس القوة التي تفضح الفتاة تجبرها على التزام الصمت؛ ولكن أوضح نشطاء، ومحامون وضباط شرطة في العديد من الدول للإذاعة أن ظهور الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي تسببت في انتشار وباء الابتزاز عبر الإنترنت.
فلسطين
وفي فلسطين، قال لؤي ذريقات، ضابط في الضفة الغربية: «إن وحدة جرائم الإنترنت بالشرطة تتعامل مع 502 جريمة العام الماضي معظمها صور خاصة للنساء».
السعودية
وتعتبر تلك الجريمة في المملكة العربية السعودية مشكلة خطيرة، لدرجة أن الشرطة الدينية أنشأت وحدة خاصة لملاحقة المبتزين ومساعدة النساء اللاتي يتعرضن للتهديد.
وفي 2014، قال رئيس الشرطة الدينية عبد اللطيف الشيخ: «نستقبل مئات البلاغات يوميًا من نساء يتعرضن للابتزاز».