رئيس التحرير
عصام كامل

توفيق الحكيم يكتب: مصر لن تموت

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

تحت عنوان «دمى من دمكم ومصر لن تموت» كتب الأديب توفيق الحكيم في جريدة "أخبار اليوم"، في أكتوبر عام 1954 يصف في أسلوب قصصى ماحدث في حادث المنشية.. هذا الحادث الذي أطلق فيه شخص الرصاص تجاه الرئيس جمال عبد الناصر وهو يخطب في الجماهير فيقول: حجرة جلوس بها جهاز راديو مغلق ومرآة على الحائط، وقد جلست الزوجة أمام ماكينة خياطة بجوار الراديو تخيط ثوبا، بينما الزوج منهمك في حلاقة ذقنه أمام المرآة وهو يغنى.. ياظالمنى.


تصيح الزوجة صوتك مزعج يصدع رأسى، فيرد الزوج: وصوت الماكينة المطرب للغاية لا يصدع رأسك.
قالت الزوجة على الأقل الماكينة فيها فايدة، رد الزوج بلاش غناء سأحلق على الناشف .
قالت الزوجة بدل الغناء افتح الراديو..

المذيع يصيح من الجهاز: نحن الآن في ميدان المنشية، الجماهير محتشدة لتسمع صوت الزعيم جمال عبد الناصر.
فجأة يقول الزعيم أيها المواطنون سنتقدم وسنعمل للمبادئ والمثل العليا.. وبهذا وحده سنبنى الوطن، لقد خرجت مع أبناء الإسكندرية في هذا الميدان وأنا طالب ننادى بالحرية والعزة والكرامة.

تسمع الزوجة صوت رصاص.. تقول يانهار أسود قتلوه.. الزوج مرتاعا: ده صوت دوى رصاص ماذا حدث ؟
يصيح الزعيم في الراديو: أيها الرجال..أيها الرجال الأحرار.. فليبق كل في مكانه، أيها الأحرار فليبق كل في مكانه.. دمى فداء لكم.. فليقتلونى.. دمى فداء لمصر، أيها الأحرار أتكلم إليكم بعد أن حاول المغرضون قتلى، وإذا كنت قد نجوت من الموت، فذلك لأزيدكم عزة وكرامة وحرية.. دمى من دمكم، وروحى من روحكم.

أيها الرجال الأحرار.. إذا عشت فأنا منكم، وإذا مت فروحى ستبقى بجواركم.. إن حياة مصر ليست معلقة بحياتى، بل معلقة بكم أنتم.. شجاعتكم أنتم وكفاحكم أنتم.
إن مصر لن تموت.. سيروا نحو المجد.. نحو الحرية.. نحو الكرامة.
الجريدة الرسمية