رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تتوقع موقفًا معتدلًا لحماس بعد انتهاء فترة «مشعل».. صحيفة عبرية: التنافس ينحصر بين هنية وأبو مرزوق.. مصر تدير ظهرها للحركة.. وقطر تتحول لأكبر ممول لها

فيتو

تنتظر حركة حماس مستقبلا مجهولا مع اقتراب انتهاء ولاية زعيمها، خالد مشعل، خاصة علاقاتها مع إيران وحزب الله وسوريا ومصر وعلاقاتها الإقليمية في ظل حالة التجاذب الكبيرة في المنطقة ومستقبل علاقاتها مع إسرائيل.


وتنتهي حقبة رئاسة مشعل للمكتب السياسي لحماس بداية العام المقبل ليحل محله شخصية أخرى تقود الحركة، التي تعاني كثيرًا بسبب الأوضاع الداخلية، الفلسطينية والإقليمية.

اجتماعات الدوحة
وأكدت تقارير إسرائيلية أن اجتماعات مكثفة عقدت منذ ما يزيد على شهر في الدوحة بين قيادات حماس، جرى خلالها التشاور بشأن الانتخابات الداخلية للحركة التي تعقد بداية العام المقبل لانتخاب رئيس مكتب سياسي لحماس.

هنية وموسى
وترى إسرائيل أن التنافس سيكون شديدًا بين هنية وموسى أبو مرزوق، فالرجلان لهما حضور قوي داخل أطر حركة حماس وقد يكون هنية الأقرب لكي يوصله مجلس شورى حماس إلى قمة قيادة الحركة ما يدفع المكتب السياسي الجديد لتغيير قوانين تتعلق بمكان وجود الرئيس خارج الأراضي الفلسطينية منعًا لاغتياله من قبل إسرائيل وفي ظل حاجة هنية للبقاء في غزة.

قيادة الحركة
المصادر الإسرائيلية أكدت أنه لا توجد أي خلافات في الوقت الحالي وأن هناك شبه إجماع على أن مرحلة ما بعد مشعل ستكون الأمور الداخلية للحركة كما هي دون أي تغيير وأن ضغوطات شديدة لا زالت تمارس على مشعل للبقاء ضمن قيادة الحركة وهو ما يشير إلى أنه قد يكون عضوا في المكتب السياسي أو أن يتولى مسئولية أخرى داخل أطر الحركة.

المصادر أشارت إلى أن هناك إجماعا داخل حماس على ضرورة إجراء الانتخابات وتغيير رئيس المكتب السياسي وأن مشعل لم يمانع أبدًا في هذا الأمر وهو الأمر الذي دفعه عام 2012 لإعلان نيته الخروج من منصبه في قيادة حماس إلا أنه تحت ضغوط، تم إعادة انتخابه.

ولا يعرف كيف تتعامل حماس بعد مرحلة مشعل بشأن علاقاتها مع إيران وحزب الله وسوريا ومصر وغيرها من العلاقات مع الإقليم في ظل حالة التجاذب الكبيرة في المنطقة.

علما أن مشعل ما زال يعارض فتح علاقة جديدة مع طهران بسبب ما يجري في سوريا ونتيجة للخلافات والاشتراطات التي تضعها إيران على حماس لعودة التحالف بينهما.

اختفاء الظهير
وتقول صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن حماس اليوم غير حماس قبل عقد مضى، فبعد كل الاضطرابات في الشرق الأوسط، لا توجد لحماس اليوم أي ظهير، فقد لعبت حماس سابقا معتمدة على تأييد إيران الشيعية، وعلى دعم الإخوان السنة. ولذا كان على مشعل أن يختار بين الطرفين نتيجة لـ«الربيع العربي»، واختار مشعل أن يقف إلى جانب السنة.

وحسب الصحيفة فإن حماس أرادت أن تستعطف المصريين، لكن الحكومة المصرية لم تكن بذاك التعاطف مع قوة قاعدتها في غزة، وقامت الحكومة المصرية بإغراق الأنفاق التي استخدمت في التهريب كما أغلقت معبر رفح أغلب الأوقات، إلى جانب تملق الحكومة المصرية لتخفيف حالة الدمار التي أصابت الحركة.

وحاولت حماس المحافظة على علاقة جيدة مع الإرهابيين في سيناء. وذلك للحفاظ على ما تبقى من أنفاق في سيناء عاملة، كما كان على حماس الأخذ بعين الاعتبار العلاقات العائلية المباشرة بين عشائر غزة وعشائر سيناء التي تؤيد المتطرفين. فمثلا يمتلك قائد فرقة حماس في رفح محمد الشعباني جمعا كبيرا من عائلته يعيشون في سيناء.

دعم قطري تركي
وحاليا هناك دولتان في العالم تدعمان حماس، تركيا التي تدعم بالكلام لا الفعل وقطر التي تحولت إلى أكبر ممول للحركة، سواء في إعادة إعمار غزة أو العمل العسكري.

وقد كلف عدم الاستقرار الإقليمي حماس أثمانا باهظة، فقد رجحت الحركة منطلقاتها الايدولوجية على مصلحتها السياسية. والمثال على ذلك أنه حينما قررت حماس إدارة ظهرها للأسد ونظامه مع بداية الحرب السورية. غادرت قيادة حماس دمشق وتفرقت بين دول العالم العربي. وفوق ذلك انتهت اتصالات حماس بحزب الله على الأقل في بداية الحرب.

مع ذلك فإن مشعل لا يرى أي شخص من القوة ليتسلم الرئاسة الفلسطينية في الضفة بعد عباس، وهو يعرف أن لديه إمكانية حقيقية أن يكون رئيسا إذا ما جرت انتخابات لذلك.
وتحتاج حماس لموطئ قدم في الضفة، ولأجل أن تفعل ذلك، فقد أسست حماس العديد من الهيئات الخيرية والاجتماعية في مختلف المدن الفلسطينية في الضفة.

لقد استثمرت حماس بعشرات الملايين من الدولارات في بناء هذه الجمعيات ليس فقط في الضفة بل في القدس الشرقية وتجري عملية نقل الأموال عبر رجال أعمال فلسطينيين لديهم تصاريح للعبور من غزة إلى الضفة إلى جانب إناس يعبرون الجسر من الأردن إلى الضفة، عدا عن وسائل أخرى.

التعاون وليس التنافس
لهذا السبب أصبح مشعل أكثر واقعية واعتدالا، وبهذا يفهم ما قاله في خطاب الأخير في الدوحة أن حماس تحتاج إلى التعاون مع منافستها فتح وليس مهاجمتها، أنه يحاول أن يسلم تركة أقل اشتعالا لخليفته.
الجريدة الرسمية