رشاد رشدي يكتب: أخي المقاتل.. إني أحترمك
في مجلة الجديد في أكتوبر 1974 كتب الدكتور رشاد رشدي مقالا بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر يقول فيه:
منذ عهد بعيد لم تعرف مصر معنى الفخر ومعنى الكبرياء ومعنى العزة كما تعرف كل هذه المعانى الآن... لم تعد مجرد معانٍ.. أصبحت حقائق تلمسها.. تعيشها بالفعل.. ساعة بعد ساعة ويومًا بعد يوم.. وكل هذا بفضل الإنسان المصري والجندى المصري.
فالجندي المصري لم يغسل فقط عار ست سنوات من عمر مصر.. لقد أعادها إلينا كما كانت في عهد صلاح الدين وأعاد معها الأمة العربية بأكملها ـــ جسما حيا متكاملا.. هذا الجسم العزيز الذي كنا نظن أن الاستعمار القديم والجديد على السواء قد مزقه أشلاءً.. فإذا هو كما هو وكما كان منذ قديم الزمان.
وإلى الجندي المصري أبعث بهذه الهمسة.. صديقي.. ولدي.. أخي المقاتل.. قد لا تراني، لكنك في كل دقيقة معي، أسمعك تهلل الله أكبر، زارك في كفاحك النبيل شامخًا رائعًا عظيمًا.
إنى أحترمك وأحبك لأنك تحب مصر، لأنك تعطيها أعز ما أعطاك الله.. مصر التي أنجبتنا.. التي أعطتنا.. التي هي أمنا وأختنا وحبيبتنا كلنا... لقد أعدت الحياة إلينا.. لأنك عظيم كالنيل.. شامخ كالهرم.. لأنك في زمن خلا من الأبطال.. بطل وأي بطل.