رئيس التحرير
عصام كامل

حلب تحت نيران القصف بعد انتهاء الهدنة

فيتو

حلب تحت نيران القصف مجددا بعد هدنة لثلاثة أيام أعلنت عنها روسيا الحليفة الرئيسية للرئيس بشار الأسد، ولم تسفر هذه الهدنة عن نتائج فيما يتعلق بإجلاء طبي من المدينة أو إيصال مساعدات للسكان.

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعات سورية معارضة إن المعركة للسيطرة على حلب تصاعدت الأحد (23 أكتوبر 2016) بضربات جوية وهجوم بري وقصف في اليوم التالي لتجدد القتال الذي أنهى وقفًا لإطلاق النار أعلنته روسيا. ودار قتال عنيف بين المعارضين وقوات الرئيس بشار الأسد وحلفائه على امتداد الجبهة الإستراتيجية في جنوب غرب حلب.



واستهدف مسلحو المعارضة ليل السبت الأحد حي الحمدانية، أحد أحياء غرب حلب الخاضعة لسيطرة النظام، بوابل كثيف من الصواريخ والقذائف، في حين تعرض شرق المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة لقصف بالقذائف والغارات الجوية، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان المقرب من المعارضة.

وأصابت الغارات الجوية كذلك شمال حلب وعمق ريف حلب الغربي. وأكد مراسل وكالة فرانس برس في شرق حلب سماع دوي قذائف مدفعية خلال الليل هزّت المنطقة كلها. وأدى ذلك إلى سقوط ثلاثة جرحى في مناطق الفصائل، وفقًا للمرصد.

وكانت حلب ساحة قتال رئيسية في الحرب الدائرة في سوريا. ويريد الرئيس السوري بشار الأسد مدعومًا بالجيش الروسي والحرس الثوري الإيراني وعدد من الفصائل الشيعية المقاتلة السيطرة على المدينة بالكامل.

وأعلنت روسيا وقفًا لإطلاق النار من جانب واحد اعتبارًا من الخميس الماضي، رفضه مقاتلو المعارضة واستمر ثلاثة أيام ولم يسفر عن نتائج فيما يتعلق بإجلاء طبي من المدينة أو إيصال مساعدات للسكان.

وحذر تحالف جيش سوريا الحر -الذي قال إنه مستعد لهجوم كبير لكسر الحصار على شرق حلب- السكان داخل المدينة وحولها في بيان أمس السبت وطلب منهم الابتعاد عن المباني العسكرية التابعة للحكومة حفاظًا على سلامتهم.

وتوقفت الضربات على المدينة لمدة ثلاثة أيام، لكنها استؤنفت في وقت متأخر مساء أمس السبت مع انتهاء اليوم الثالث لوقف إطلاق النار.

وقال تحالف جيش سوريا الحر في بيانات إنه تصدى لعدة هجمات شنتها قوات الحكومة وحلفاؤها على امتداد الجبهة التي تفصل بين الجزء الواقع تحت سيطرة المعارضين من حلب والجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة في وقت متأخر من مساء أمس السبت.



وبدأ النظام وحليفه الروسي هجومًا في 22 أيلول/ سبتمبر لاستعادة الأحياء الشرقية ما أدى إلى اتهامات بارتكاب "جرائم حرب" نظرا لقوة الضربات التي أوقعت نحو 500 قتيل وألفي جريح، بحسب الأمم المتحدة. والهدنة الإنسانية التي انتهت مساء السبت لم تسفر عن مغادرة من يرغب من السكان والمقاتلين الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 ألف شخص.

ورغم الأوضاع الصعبة، لم تشهد ثمانية ممرات حددها الجيش الروسي خلال الهدنة أي حركة. وفي النهاية، لم يغادر سوى ثمانية مقاتلين جرحى وسبعة مدنيين منطقة الفصائل.

واتهمت السلطات الروسية ووسائل الإعلام الرسمية السورية المقاتلين بمنع أي شخص من مغادرة مناطقهم. وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المقاتلين يستخدمون "التهديدات والابتزاز والقوة الغاشمة" لمنع عبور الممرات. كما كانت الأمم المتحدة قد خططت لإجلاء جرحى في وقت مبكر الجمعة لكن في نهاية المطاف قررت تأجيل العملية لأن "الضمانات المتعلقة بالظروف الأمنية" ليست متوفرة. ومع ذلك، طلبت الأمم المتحدة من روسيا تمديد الهدنة حتى مساء الإثنين. وتقول الأمم المتحدة إن 200 شخص من المرضى والجرحى يجب إجلاؤهم على وجه السرعة من مناطق المقاتلين في حلب.

ع.غ/ و.ب (آ ف ب، رويترز، د ب أ)

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية